كشفت وثيقة دبلوماسية أمريكية سرَّبها موقع (ويكيليكس) عن أن مسؤولا حكوميا يمنيا بارزا أبلغ دبلوماسيين أمريكيين أن ضعف الإجراءات الأمنية في مخزن المواد المشعة الوحيد الموجود في البلاد، يعني أن مواد خطيرة قد تسقط في يد الإرهابيين. ووفقا للبرقية التي نشرتها صحيفة (الجارديان) البريطانية, الإثنين 20 ديسمبر 2010, والمرسلة من السفارة الأمريكية، فقد أبلغ المسؤولُ الأمريكيين بأن الحارس الوحيد الذي كان يتولى حراسة مبنى اللجنة الوطنية للطاقة الذرية في اليمن نقل من مكانه، وأن دائرة المراقبة التلفزيونية الوحيدة معطلة منذ ستة أشهر (قبل إبلاغه الدبلوماسيين). وحذر المسؤول من أنه لم يُعد هناك ما يحول بشكل كبير بين "الأشرار" و"المواد النووية اليمنية". وحملت هذه البرقية تاريخ 9 يناير الماضي، وأرسلتها السفارة الأمريكية في صنعاء إلى كل من وكالة الاستخبارات الأمريكية ومكتب التحقيقات الفيدرالي ووزارة الأمن الداخلي ووزيرة الخارجية وآخرين. ووصفت البرقية التي صنفها السفير الأمريكي ستيفن سيتش على أنها سرية والتي تمَّ إرسالها عقب واقعة قنبلة الكريسماس مباشرة؛ كيف "توسل" المسؤول "القلق" إلى الولاياتالمتحدة للمساعدة على إقناع الحكومة اليمنية "بتخليص البلاد من كل المواد لحين ضمان تأمينها أو الشروع فورا في تحسين الإجراءات الأمنية في مبنى اللجنة الوطنية للطاقة الذرية". وكشفت البرقية عن أن المنشأة تضم كميات كبيرة من المواد المشعة التي تستخدمها المستشفيات والجامعات المحلية، كما تستخدم في الأبحاث الزراعية وحقول النفط. ووفقا للصحيفة فإن المجتمع الدولي يخشى من احتمال استخدام النظائر المشعة في تصنيع قنبلة قذرة تضم مواد ناسفة بسيطة مع مواد مشعة يمكنها الانتشار على نطاق واسع. ورغم أن النظائر ليست قابلة للانفجار في حد ذاتها، كما أنها لا تؤدي إلى سقوط أعداد كبيرة من القتلى، إلا أنها كفيلة بالتسبّب في دمار هائل لقدرتها على نشر النشاط الإشعاعي على نطاق واسع.