أظهرت برقيات مسرَّبة من السفارة الأمريكية, السبت 4 ديسمبر 2010, أن الزعيم الليبي معمر القذافي أثار ذعرا نوويا لمدة شهر عام 2009 عندما أجَّل عودة مواد مشعة إلى روسيا في إظهار على ما يبدو لاستياء دبلوماسي. وذكرت وثائق نشرها موقع (ويكيليكس) الإلكتروني أن الدبلوماسيين الأمريكيين أبقوا هذا الحادث في طي الكتمان بسبب الخوف من سرقة 5.2 كيلوجرام من اليورانيوم العالي التخصيب نتيجة إجراءات الأمن "السيئة" عند منشأة تاجوراء النووية الليبية قرب طرابلس. وكان من المقرر نقل سبعة براميل من الوقود النووي المستنفد إلى روسيا للتخلص منها في طائرة نقل متخصصة في نوفمبر عام 2009 في إطار تعهد القذافي بالتخلي عن برنامج أسلحة الدمار الشامل الليبي. ولكن بدلا من ذلك رفضت ليبيا إعطاء إذن، وأقلعت الطائرة الروسية دون شحنتها، تاركة البراميل في مدرج المطار في تاجوراء تحت حراسة فرد واحد. ويبدو أن السبب وراء هذا التغير المفاجئ في الخطة، هو أن القذافي شعر بالإهانة لأسلوب معاملته أثناء زيارة لنيويورك لإلقاء كلمة أمام الأممالمتحدة قبل شهرين. وأبلغ نجله سيف الإسلام جيني كريتز سفير الولاياتالمتحدة في طرابلس بأن القذافي شعر بأنه "أهين" بعد أن مُنع من نصب خيمته الكبيرة في نيويورك ومن زيارة موقع هجمات 11 سبتمبر 2001. ونشرت تفصيلات البرقيات صحيفة الجارديان البريطانية، وهي واحدة من الصحف التي منحها (ويكيليكس) إمكانية الاطلاع بشكل مسبق على أكثر من 250 ألف برقية مسربة. وكشفت البرقيات تزايد قلق المسؤولين الأمريكيين والروس بشأن مصير الوقود النووي الذي تم إغلاقه من أجل النقل فقط، وليس التخزين، وأنه إذا لم يتم التعامل معه بسرعة فإنه سيزداد سخونة وسيحدث تشققات في البراميل المخزن فيها. وحُلت الأزمة بعد أن أرسلت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون رسالة شخصية للقذافي تؤكد له التزام الولاياتالمتحدة بعلاقتها مع ليبيا. واستقبلت هذه الرسالة بشكل إيجابي، وتم تشديد إجراءات الأمن حول المادة النووية قبل أن تقلع طائرة روسية من طرابلس حاملة البراميل في 21 ديسمبر.