من المعروف أن البيوت الصغيرة هي واحدة من المعالم المميزة للعاصمة اليابانية، طوكيو، وذلك بسبب الغلاء الفاحش لأسعار العقارات فيها، وطبيعة الحياة العصرية لليابانيين الذين باتوا لا يحتاجون في منازلهم إلا إلى مساحات للنوم، ولكن الظاهرة الجديدة تتمثل في البيوت الفائقة الصغر، إذ شيد أحد الشبان منزلا بمساحة مرآب سيارة له ولوالدته. ويقول فويوهيتو موريا، الذي يقطن المنزل مع والدته ل ( سي ان ان ) : سمعت بفكرة المنازل الفائقة الصغر في اليابان، وفكرت بأنني قادر على القيام بهذا الأمر عبر تصميم غرف المنزل بشكل عمودي، والاستغناء عن المساحات الأفقية. والمطبخ يعادل حجم خزانة الملابس العادية، أما الأبواب فهي غير موجودة، وتحل الستائر بدلاً منها، في حين أن الأدوات الكهربائية مخفية بذكاء تحت الرفوف والأسطح وفي جدران المنزل بحيث يمكن سحبها إلى الخارج للاستخدام. وللمنزل واجهة زجاجية كبيرة تسمح برؤية الشارع، ما يولد شعوراً بالسعة والراحة، وهو مكون من ثلاث غرف يعلو بعضها بعضاً، أما الأدراج التي تقود للطوابق العلوية فهي مصممة بشكل مثلث، ما يقلص حجمها إلى أدنى حد. ويشرح موريا لCNN قائلاً: "التحدي الأساسي للسكن في منزل فائق الصغر هو ترتيب كيفية دخول الضوء بوفرة إلى المنزل، وكذلك الحرص على عدم بقاء أي مخلفات أو نفايات فيه، وتجنب المواد غير الضرورية، ففي المنزل كله لا يوجد أدوات مطبخ أو مقاعد إلا لي ولوالدتي." وحجم المنزل يعادل المساحة الكافية لركن سيارة واحدة فقط، وفي الواقع فإن الطبقة الأرضية من المنزل كانت مكاناً لركن السيارة، ولكن موريا حولها إلى منزل بسبب عجزه عن شراء مسكن لائق. وقد أنفق موريا 500 ألف دولار لبناء منزله الصغير، وهذا المبلغ يعتبر ضئيلاً بالنسبة لمشروع من هذا النوع في طوكيو. ويقول موريا إن المشكلة الوحيدة في المنزل هي أنه يفتقد للخصوصية بسبب وجود والدته معه في غرفة النوم الوحيدة، ولكن هذا الثمن يعتبر بخساً لقاء واقع أنه بات من ملاك المنازل في العاصمة اليابانية. من جانبه، قال غونشي سوغيماما، أحد أبرز المهندسين المعماريين في طوكيو، إن المنازل الفائقة الصغر ضرورية لعالم المستقبل، وهي تعادل 70 في المائة من الطلبيات التي تتلقاها الشركة التي يعمل فيها.