القاهرة : هالة أمين الجميع يفكر في العيون، و القلب، و المعدة وحتى بالأظافر لكن لا يفكر احد بالجلد، الدراسات العديدة تؤكد إن الجلد يعتبر أكبر وأثقل عضو حي فينا، فهو يزن قرابة 5.4 كيلو جرامات أي أنه يمثل حوالي 5 - 10% من وزن الجسم كله وهو يعادل مساحة 18 قدماً مربعاً. إن كل سنتيمتر مربع من الجلد به ثلاثة ملايين خلية: دهنية، عرقية، شعرية، عصبية فالخلايا العصبية أو النهايات العصبية على الجلد نجدها تبلغ في الجلد كله خمسة ملايين خلية عصبية فعلا خمسة ملايين خلية عصبية تتعب، تتوتر، تريد رياضة، تريد تحريكاً حتى تبقى على حيويتها واللمس يعطيها البقاء إن الجلد الذي لا يتم لمسه يموت ومعه يموت صاحبه والعلم يؤكد أننا كبشر نعيش على الهواء والماء والطعام واللمس أيضاً وربما نموت أسرع بالعناصر الثلاث الأولى لكننا بدون اللمس نموت بعد حين أو يموت شيء فينا. ومعرفة أهمية اللمس عرفها الإنسان من بدايته لكنها بدأت تأخذ مجرى علمياً بعد حادثة بسيطة أثناء الحرب العالمية الثانية حيث وضعت عنابر ليتامى الحرب من أطفال واحد الأطباء لاحظ أن أحد العنابر الأطفال يبدون فيه أكثر هدوءاً ونسبة الموت بينهم أقل وسماعهم لأوامر الممرضات أكثر فسأل نفسه لماذا هذا العنبر بالذات أطفاله هكذا؟ وبرصد كل العناصر وجد أن كل العنابر بها ذات الغذاء وذات العناية الطبية، هناك شيء واحد في ذلك العنبر إضافي عجوز تسكن بالقرب منه، تحضر كل يوم وتلمس الأطفال على رؤوسهم، تحتضنهم فنحن نحتاج اللمس لأنه يحمل معاني مثل: المحبة، والود والإحساس، اللمس يعطي الطمأنينة والتشجيع وغيرها لكن أيضاً يخلق حياة للجلد نفسه ولأننا كتلة «إذا اشتكى عضو تداعى له سائر الأعضاء بالسهر والحمى فحين لا يأخذ الجلد لمسات يمرض فنمرض، أن الجلد وسيلة حاسة اللمس لكنه يسمى العين الثانية ويسمى المخ الثاني لمقدار إحساسه بكل ما يدور حوله وفي تجربة طريفة وضع أشخاص في مكان ضيق مزحوم وتم رصد نسيج الجلد بكاميرات دقيقة فوجد أنه تقلص واستنفر وبدأ يخرج روائح دفاعية كريهة مثل أي حيوان يكون في زاوية صيد بعد مطاردة طويلة.و في تجربة رصد للمحبة وجد أن الجلد حين يكون مع إنسان يحبه يتمدد، يترطب تشع منه رائحة طيبة ويتدفق على سطحه الدم ليخلق حيوية فالجلد يحس وهو كالطفل حين يشعر بالحرمان يعلن احتجاجه فإن مشكلة المجتمعات العربية مع اللمس هي مشكلة مع الجلد نفسه لا نفكر به إلا إذا طرأ ما يجعلنا نفكر به مثل حكة أو بثور وغيرها واللمس في العلاقة بين الزوجين ليس المقصود "اللمسات الحميمة الخاصة النادرة " بل اللمس العام في العلاقة مثل الطبطبة، مسحة الرأس، احتضان الود وضمة الخوف ومسك اليد وغيرها من لمسات يجهل الكثير أهميتها في صحة العلاقة الزوجية. فالمحبة ليست حدودها غرفة النوم، أن المرأة تحتاج اللمسة الخاصة، المرأة أكثر من الرجل تحتاج صوراً عديدة من اللمس العام طبطبة الكتف احتياج، مسحة الرأس احتياج، التربيت على الظهر احتياج الجلد عامة، وجلد المرأة خاصة مخلوق يتغذى طوال اليوم على اللمس بأنواعه المختلفة و جلد الرجل وجلد المرأة، كلاهما يحتاج اللمس لكن هرمون الاستروجين الذي يجعل جلد المرأة أرق ينتج وبحتمية حاجة لمس أكثر نعم الرجل يحتاج اللمس بكل صوره لكن المرأة تحتاجه أكثر والدراسات الكثيرة تؤكد أن المرأة التي تتلقى صوراً عديدة من اللمس تصبح تجاعيدها أقل، ودورتها الشهرية أكثر انتظاماً قابليتها للإخصاب أقوى وقدرة تحملها لضغوط الحياة أعلى