نجح علماء أمريكيون في تكوين أول نموذج بشري لدراسة مرض مدمر في الأعصاب بشكل يسمح لهم بمتابعة تطور المرض الأمر الذي قد يساعد الباحثين على التوصل لطريقة لعلاجه. وباستخدام خلايا جلد طفل يعاني من ضمور عضلي شوكي وهو مرض وراثي يهاجم الخلايا العصبية الحركية في العمود الفقري شكل الباحثون مجموعة من الخلايا العصبية المصابة بنفس المرض. وسمحت النتائج للعلماء بمتابعة الخلايا العصبية وهي تموت. وقال كليف سفيندسون من جامعة ويسكونسن ماديسون في مقابلة هاتفية "الآن يمكننا أن نبدأ من بداية تطور المرض واعادة العملية في المعمل." ونتيجة ما توصل إليه الباحثون والتي نشرت في دورية جورنال نيتشر العلمية تمثل أحدث تقدم في مجال الأبحاث التي تعيد برجمة خلايا عادية لكي تبدو وتتصرف كما لو كانت خلايا جذعية جنينية. وقال سفيندسون إن الضمور العضلي الشوكي هو أكثر أسباب الوفاة شيوعا في الطفولة وهو ناجم عن خلل في بروتين اسمه (إس.إم.إن) الذي يساعد على بقاء الخلايا العصبية الحركية. وتابع "بروتين (إس.إم.إن) يساعد على بقاء الخلايا العصبية الحركية. إنها خلايا تجعل العضلات تتحرك." والنوع الشديد من المرض تبدأ أعراضه تظهر خلال الشهور الستة الأولى من عمر الأطفال ثم يتطور تدريجيا إلى ضعف عضلي وفقدان الحركة. وقال سفيندسون إن الأطفال الذين يعانون من النوع الشديد من المرض "ينتهي بهم الأمر وقد أصيبوا بشلل كامل" مضيفا أنهم يموتون عادة عن الثانية من عمرهم. وشكل فريق سفيندسون خلايا عصبية حركية تعاني من الخلل الوراثي الذي يؤدي للإصابة بالضمور العضلي الشوكي مع نوع جديد قوي من الخلايا هي الخلايا الجذعية المحفزة (أي.بي.إس) التي تتصرف كما لو كانت خلايا جذعية جنينية. واستخدم الباحثون خلايا جلد من طفل مريض بالضمور العضلي الشوكي لتكوين الخلايا الجذعية المحفزة وتحفيزها لكي تصبح خلايا عصبية حركية. ولأن كل خلية في الجسم تحتوي على نفس الصفات الوراثية فان الخلايا العصبية الحركية التي جرى تكوينها من خلايا جلد الطفل تحتوي على نفس المرض الوراثي. وشكل الفريق أيضا خلايا عصبية حركية من خلايا والدة الطفل السليمة. وبعد شهرين بدأت الخلايا العصبية الحركية من الطفل تموت في حين أن خلايا الأم ظلت تنمو بشكل طبيعي. وقال سفيندسون "حدث انقسام فجأة وجرى ربطه بنقص بروتين (إس.إم.إن). ولأن الخلايا الجذعية المحفزة (أي.بي.إس) يمكن أن تنمو لشهور أو أعوام في المعمل يمكن تكرار التجربة في العديد من الخلايا. ويشبه سفيندسون ذلك بتسجيل فيديو لحادث مروري. واستطرد "يمكن أن تشاهد التسجيل مرة بعد أخرى لمعرفة كيف وقع الحادث. أيضا الخلايا الجذعية المحفزة تسمح لك باعادة كيفية تطور المرض." وأضاف أن الاكتشاف سيساعد أيضا صناع الدواء على اختبار أدوية محتملة للحيلولة دون تسبب المرض في الوفاة.