عندما انطلق الأصدقاء سعد وناصر وأحمد، في نهار الأربعاء، بسيارتهم من مدينة الرياض، باتجاه منفذ جسر الملك فهد في الخبر (400 كيلومتر شرق الرياض)، كانوا يتحدثون بشغف ومرح في طريقهم، عن الأشياء التي سيجدونها في البحرين، وهي مفقودة في مدينتهم, فهم يعشقون السينما، "والأسواق التي لا تطردهم"، والحفلات الترفيهية هناك. وسيبيتون لمدة يومين، هي مدة الإجازة الأسبوعية. وفي حوار فضائي للروائي السعودي يوسف المحيميد، أقر بأن "البحرين هي مكتبة السعوديين"، إذ كان في شبابه يذهب من حي "عليشة" (أحد أحياء الرياض القديمة)، إلى مكتبات البحرين، ليبتاع الكتب الأدبية والفكرية وغيرها، خصوصاً تلك الكتب التي تمنع في بلده، بحسب ما يقول، إلا أن عديدا من الشبان السعوديين، لا يربطون أمتعة سفرهم من أجل شراء ما تيسر من "الكتب الممنوعة"، ومن ثم يعودون إلى ديارهم، بل إنهم يفضلون هناك الأماكن الممنوعة في بلادهم، كالبارات الليلة، والديسكوهات الصاخبة، والمراقص العربية. وإذا كان الشبان، يمثلون 60 في المائة من تعداد سكان السعودية، فكم النسبة من هؤلاء، جربت، ولو مرة واحد السفر إلى البحرين، لأي سبب كان؟ لا يوجد هناك إحصاء رسمي يجيب عن ذلك، إلا أن الشاب تركي (27عاماً)، وهو أحد سكان الدمام، يؤكد أنه لا يستطيع أن يحصي عدد المرات التي سافر فيها إلى البحرين، "ولكنها بالتأكيد تجاوزت ال 1000 مرة"، موضحاً في حديث إلى (عناوين)، أن "أقل معدل لسفر كثير من الشبان في الشرقية إلى البحرين، مرتين في الشهر، فيما يصل المعدل الأعلى إلى 15 رحلة، في الشهر الواحد". الأعداد الكبيرة التي يسجلها منفذ جسر الملك فهد يومياً، والتي يصل معدل متوسط العابرين إلى البحرين 30 ألف مسافر يومياً، ليس كلهم شبان، إذ إن العوائل السعودية، وخصوصاً من أهالي المنطقة الشرقية، يذهبون إلى هناك لمدة يوم واحد، كرحلة سياحية، قاصدين هناك صالات السينما، والأسواق الكبرى، والمطاعم المشهورة. ويذكر أحمد التميمي، في حديثه إلى (عناوين)، أنه "يسافر مع زوجته إلى البحرين، بسبب نقص الأماكن الترفيهية في الدمام"، متسائلاً: "لا أعلم لماذا حتى الآن، ونحن في عام 2009، يمنع في السعودية إنشاء صالات للسينما"، مضيفاً: "أنا وزوجتي، نعشق الأفلام، ولكننا مضطرون إلى الذهاب شهرياً لمطالعتها خارج بلدنا!". وحين تزامن صدور الرواتب للشهرين الميلادي والهجري في أحد أشهر العام 2008، للموظفين في السعوديين، شهد منفذ جسر الملك فهد، أعدادا سجلت للمرة الأولى الصيف الماضي، حيث وصل أعداد المسافرين إلى 70 ألف مسافر يومياً على مدار خمسة أيام، طبقاً لمصدر أمني تحدث ل (عناوين)، فيما أكدت المصادر أن الدخل السنوي لجسر الملك فهد يصل إلى 250 مليون ريال. وكشفت توقعات مراقبين بحرينيين، عن أن "أرباح الصيف الماضي في البحرين من السياح تفوق الملياري ريال".