قالت الاممالمتحدة إن دولا عربية حققت قفزات في تطوير الصحة والتعليم لكن الحرب والبطالة وعدم كفاية المساعدات قوضت جهود تحقيق اهداف المنظمة الدولية لمكافحة الفقر بحلول عام 2015 . وشارك زعماء العالم في الاجتماع السنوي للجمعية العامة للامم المتحدة في نيويورك الاسبوع الماضي لتقييم مدى التقدم الذي حققه العالم نحو الوفاء بمهلة الاهداف الثماني لمحاربة الفقر بحلول عام 2015 . وبينما تقول الاممالمتحدة ان الازمة الاقتصادية العالمية في بعض الحالات أخرجت جهود تحقيق أهداف التنمية في الالفية عن مسارها فإن العالم العربي يواجه تحدياته الخاصة به. ووجد تقييم في الشهر الماضي من الاممالمتحدة والجامعة العربية ان أفقر الدول العربية مثل اليمن وتلك التي تعاني من الصراع العنيف مثل السودان والعراق والصومال والاراضي الفلسطينية من غير المرجح ان تحقق الاهداف التي تتعلق بتقليل الفقر ووفيات الاطفال والمرض وخلافه. وتبدو الصورة متباينة بالنسبة للدول العربية ذات الدخل المتوسط مثل الاردن ودول في شمال افريقيا بينما الدول الغنية بالنفط في الخليج مثل السعودية وقطر يتوقع ان تحقق معظم الاهداف الثمانية. وبينما يتوقع من الدول العربية ان تخفض الى النصف عدد الاشخاص الذين يعيشون على أقل من 1.25 دولار يوميا مثلما ورد في أهداف الاممالمتحدة الا انه يعتقد ان الفقر والجوع ارتفعا في العديد من الدول العربية منذ عام 2005 مع ارتفاع اسعار الوقود والغذاء. ووجد برنامج التنمية التابع للامم المتحدة ان "المنطقة العربية ككل لم تشهد تقدما مهما في خفض عدد الاشخاص من ذوي الدخول الضئيلة." والمشكلة حادة للغاية في تلك الدول التي تعاني من عدم الاستقرار والعنف اللذين لا يتسببان فقط في ابعاد الاستثمار والانفاق وانما في اخراج جهود تحقيق تقدم في مجالي الصحة والتعليم بل وحماية البيئة عن مسارها. ووجد تقرير الاممالمتحدة ان "الاراضي الفلسطينية المحتلة واليمن والسودان والعراق بها أكبر نسبة من عدد السكان الذين لايذهبون الى مدارس في المنطقة حيث زادت النسبة عن 25 بالمئة في اليمن والعراق وحدهما في عام 2007 ." وفي اليمن على سبيل المثال فان 60 في المئة فقط من البالغين يعرفون القراءة والكتابة. وقال خالد أبو اسماعيل وهو خبير في مكافحة الفقر لدى برنامج التنمية التابع للامم المتحدة ويتخذ من القاهرة مقرا له ان المشكلة المزمنة للدول العربية هي وباء البطالة الذي ينتشر بأعلى نسبة في العالم. وربما تتحسن الصورة في اماكن مثل المغرب وتونس لكن في انحاء المنطقة فان البطالة مرتفعة بوجه خاص بين الشباب ووصلت الى 30 في المئة في عام 2006 . وحتى في الاقتصاديات التي كان النمو فيها أفضل وغالبا بسبب الطاقة كانت تلك الدول تفتقر الى خلق وظائف. ويوجد قحط ملحوظ في الوظائف الجيدة بما يتماشى مع مستويات التعليم المرتفعة نسبيا في المنطقة وهو النوع الذي يؤثر بدرجة أكبر لخفض الفقر في انحاء الاقتصاد. وقال أبو اسماعيل "لا يوجد وظائف متميزة بدرجة كافية." وقال ابو اسماعيل ان المساعدات الاجنبية للمنطقة تراجعت. وباستثناء العراق الذي حصل على مساعدات امريكية كبيرة منذ الغزو في عام 2003 فان مساعدات التنمية في الخارج أقل الان من حيث القيمة الحقيقية مما كانت عليه في التسعينات.