اشتبكت قوات الامن المصرية الثلاثاء، 21 سبتمبر 2010، مع محتجين في وسط القاهرة رددوا هتافات ضد الرئيس حسني مبارك وابنه جمال العضو القيادي في الحزب الوطني الديمقراطي الحاكم. وتجمع المحتجون الذين زاد عددهم على 300 في شارع بالقرب من قصر عابدين لمناهضة ما يقول معارضون انه توريث للحكم في اشارة الى احتمال أن ينقل مبارك (82 عاما) حكم البلاد لابنه الاصغر الذي يبلغ من العمر 47 عاما. ويقول مبارك وابنه انهما لا يعتزمان ذلك لكن أعضاء قياديين في الحزب الوطني يقولون ان من حق جمال الذي يشغل منصبي الامين العام المساعد للحزب وأمين السياسات فيه أن يرشح نفسه لانتخابات الرئاسة مثل أي قيادي حزبي اذا اختار والده عدم الترشح لفترة جديدة. ويشغل مبارك المنصب منذ اغتيال الرئيس أنور السادات عام 1981 برصاص متشددين اسلاميين. وسوف تجرى انتخابات الرئاسة العام المقبل. وحاصرت أعداد كبيرة من قوات الامن المحتجين الذين رددوا هتافات "يسقط يسقط حسني مبارك" و"يسقط يسقط حكم العسكر" و"لا توريث بعد اليوم". ورفع المحتجون لافتات كتبت عليها عبارات منها "لن يرثنا عبقرينو لجنة السياسات" و"لا لمبارك الاب ولا لمبارك الابن". وخلال الاحتجاج ضرب جنود بعض المحتجين بالهراوات فرد عليهم المحتجون بالايدي. وقال محمد عبد القدوس عضو مجلس نقابة الصحفيين والعضو القيادي في الحركة المصرية من أجل التغيير (كفاية) وعضو جماعة الاخوان المسلمين لرويترز ان جنودا ضربوه وسحبوه على الارض في محاولة منهم لالقاء القبض عليه في بداية الاحتجاج. وأضاف "حطموا الساعة. ضربوني في وجهي." وقال نشطاء ان قوات الامن ألقت القبض على عشرات المحتجين في أكثر من مكان في القاهرة خلال توجههم للتجمع في أمام قصر عابدين. وجرت العادة على اطلاق سراح النشطاء الذين يلقى القبض عليهم في نفس اليوم أو بعد يوم أو أكثر من تنظيم الاحتجاج. ونظمت الاحتجاج حركة كفاية وحركة شباب ستة ابريل وجماعات أخرى صغيرة معارضة تنظم مثل هذه الاحتجاجات التي يتوقع أن يزيد تواترها وعدد المشتركين فيها مع اقتراب انتخابات مجلس الشعب أواخر العام الحالي وانتخابات الرئاسة. وقبل 129 عاما وقف الزعيم الوطني ضابط الجيش المصري أحمد عرابي في ساحة قصر عابدين ليعرض على خديوي البلاد مطالب وطنية وقال عبارته الشهيرة "لقد خلقنا الله أحرارا ولم يخلقنا تراثا وعقارا فوالله الذي لا اله الا هو اننا سوف لا نورث ولا نستعبد بعد اليوم." وكان الخديو قال لعرابي الذي كان يقود عددا من الضباط المصريين ان الضباط لا حق لهم في مطالبهم. وأضاف "أنا ورثت ملك هذه البلاد عن ابائي وأجدادي وما أنتم الا عبيد احساناتنا." واحتلت القوات البريطانية مصر بعد ذلك بعام في وجود مقاومة ضعيفة من قوات الجيش بقيادة عرابي. وتوفي عرابي قبل مئة عام. وقال النشطاء انهم نظموا احتجاج يوم الثلاثاء في الذكرى المئوية لوفاة عرابي. ويقول محللون ان المعارضة لم تتمكن بعد من اظهار قدرتها على تنظيم احتجاجات كبيرة في بلد يبلغ عدد سكانه 78 مليون نسمة لفرض التغيير الذي تطالب به على حكومة تحت يدها قوات أمنية ضخمة. وانتقدت الولاياتالمتحدة مصر بعد اشتباك قوات الامن مع متظاهرين في القاهرة في السادس من ابريل نيسان. وقالت مصر ان الانتقادات الامريكية هي تدخل في شؤونها الداخلية.