أكدت مصادر أمنية إسرائيلية رفيعة أن عشرات المقاتلات الجوية الإسرائيلية، المدعومة بطائرات دون طيار، وراء الضربة الجوية التي استهدفت قافلة أسلحة في طريقها إلى حماس في صحراء السودان في منتصف يناير/ كانون الثاني الماضي في عملية الهدف منها التلويح لإيران وحلفائها بالقدرات الاستخبارتية والعسكرية للدولة العبرية، وفق تقرير. وكشفت المصادر عن تفاصيل الغارة حصرياً لمجلة "تايم" الشقيقة لCNN، أنها كانت ضد 23 شاحنة محملة بما يعتقد أنها أسلحة إيرانية كانت في طريقها إلى (حماس) إبان العمليات العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة. ونفت الولاياتالمتحدة في وقت سابق ضلوعها في العملية الجوية التي استهدفت قافلة الأسلحة في طريقها إلى الحدود المصرية. وذكرت المجلة في موقعها على الإنترنت أن"الهجوم كان تحذيراً لإيران وأعداء آخرين ولإثبات قدرة المخابرات الإسرائيلية واستعدادها للقيام بعمليات بعيدة عن حدودها للدفاع عن نفسها من التهديدات المتزايدة". وذكر أحد المصادر، لم تكشف هويته، أن الولاياتالمتحدة أخطرت بالعملية الجوية في السودان: "إلا أنها لم تشارك"، مؤكداً أنها كانت عملية جوية كبرى شاركت فيها "عشرات الطائرات المقاتلة". وقصفت مقاتلات من طراز F-16 قافلة الأسلحة، فيما رصدت أخرى من طراز F-15، الأجواء تحسباً من ظهور طائرات "معادية" من السودان أو دولة مجاورة، وفق المصادر. وقصف المقاتلات القافلة مرة ثانية بعد أن أظهرت صور الطائرات دون طيار تدميرها بشكل جزئي خلال الضربة الجوية الأولى. وأعاد سرب المقاتلات الجوية التزود بالوقود في الجو فوق البحر الأحمر أثناء رحلة الذهاب والإياب، وقطعت خلالها الطائرات 1750 ميلاً، وفق المصادر. وذكرت المصادر الإسرائيلية أن خطة الهجوم الجوي رسمت في أقل من أسبوع عقب تلقي معلومة استخباراتية، في مطلع يناير/كانون الثاني، إبان ذروة العملية العسكرية في القطاع. وتكونت الشحنة الإيرانية من 120 طناً من المتفجرات والأسلحة, وتضمنت صواريخ مضادة للدروع, إضافة إلى صاروخ "فجر"، ويبلغ مداه 25 ميلاً، إضافة إلى رؤوس حربية، حسبما أورد التقرير. وتضمنت الخطة نقل الشحنة إلى بورتسودان، ومن ثم نقلها في 23 شاحنة عرب الحدود الجنوبية لمصر ومن ثم إلى سيناء، حيث كان من المقرر أن تتولى "حماس" أمر تهريبها إلى داخل غزة، عبر الأنفاق، حسبما نقلت المصادر. ويأتي الكشف بعد تصريح مسؤول عسكري رفيع في الجيش الأمريكي لCNN الأسبوع الماضي، أن طائرات حربية إسرائيلية شنت غارة جوية على السودان في يناير/ كانون الثاني الماضي. وفيما تكتمت الخرطوم طوال الفترة الماضية عن أنباء الغارة الجوية، التي استهدفت قافلة من الشاحنات شرقي السودان، فقد أقر مسؤول سوداني الخميس الماضي بوقوع القصف، إلا أنه قال إن بلاده تعرضت لغارتين جويتين شنتهما طائرات أمريكية، مشيراً إلى أن الغارتين أسفرتا عن سقوط نحو 800 قتيل. وعادة ما يتكتم المسؤولون الإسرائيليون إزاء أي ضربة تستهدف أعداءهم، ويشتبه في ضلوع إسرائيل في الغارة التي دمرت موقعاً سورياً يشتبه بأنه مفاعل نووي عام 2007. وألمح رئيس الحكومة الإسرائيلية السابق، إيهود أولمرت، أن بلاده تقف وراء ضربة السودان قائلاً: "نعمل في أمكان عدة، قريبة وبعيدة، وننفذ ضربات جوية بأسلوب يعزز من قوى ردعنا."