يواجه الطفل (س،م) ظروف معيشية صعبة، فالتشرد أصبح عنوانا له، وحاجته الملحة في السؤال عن أقاربه وعائلته، تجعل الناظر إليه، يدخل في دوامة السؤال عن دور الدور الاجتماعية ، الطفل يتحدث ل (عناوين)، عن أسباب تشرده وعدم وجود مأوى إليه، على الرغم من أن والدته لاتزال على قيد الحياة ، ويقول :"لا أعلم شيء"، يضحك تارة ويلعب مع رفاقه تارة أخرى، إلا أن عبارات الاستهتار من قبل رفاقه كثيرا ما تجعله يبكي حزينا، لا يعلم شيئا عن المدرسة، ولا يدرك مفهوما، ويتساءل "أين هي المدرسة؟"، المار من أمامه يحاول التحدث معه، لمعرفة أوضاعه الاجتماعية، وما إذا كانت الجهات الحقوقية على علم بحالته. سكان الحي (الزهور)، والمنازل المجاورة التي يبقى الطفل أمامها، حاولوا الجلوس معه، والتعرف على ما يعانيه والوصول إلى احد من أهله، فوالدة الطفل، كشفت عن معاناة ابنها المرضية والعائلية، وقالت :"طفلي يعاني من مرض، فهو عدواني، وتصدر منه تصرفات لا تناسب عمره، علما انه يحب القطط، فلا يجد قريب منه إلا هي، لم أحاول التقرب منه، فنحن نعيش في ظروف اجتماعية قاسية جدا، ونتنقل من مكان إلى آخر، ناهيك عن الماسي المادية التي نعانيها" ويلات الحياة تعتري تلك العائلة التي لا تجد للفرحة مكانا، فالحسرات تقطع أنفاس الأم على أطفالها، وتحديدا طفلها المريض الذي أصبح يعاني من مشكلات عديدة، ومع ذلك توجه رسالة إلى حقوق الإنسان "سمعنا كثيرا عن حقوق الإنسان ولا نعلم أين هم،، فهذا الطفل من حقه العيش ومن حقه الحياة، فلماذا تقتلع جذورهما من طفولته؟". من جهتها , قالت الناشطة في جمعية حقوق الإنسان باسمة فلمبان، ل (عناوين) : "قضايا الأطفال في السعودية تشهد توجه ايجابي لإنصافها، وإبراز أهمية حقوق الطفل، إلا إن العديد من الأمور لازالت مغطاة بستار لابد من الكشف عنه، فقضايا الأطفال العاملين وعدم الالتحاق بالمدارس لعدم وجود قانون رادع في إلزامية التعليم، وغياب دور بعض الجهات، تتطلب جهود مكثفة للتوصل إلى حلول جذرية، علما أن مسألة العنف ضد الأطفال تشهد حراك قوي جدا، وتمكن المعنيين من حلحلة العديد منها".