سجلت مخرجات خليجيات، معظمهن في المرحلة الجامعية، حضورا قويا ولافتا، من خلال القضايا الشائكة والجريئة التي طرحنها في أفلامهن، التي تعرض حاليا في مهرجان الخليج السينمائي بدبي، ويختتم الأربعاء 14 أبريل 2010. وتناولت المواضيع التي طرحتها المخرجات، أسرار الحياة الخاصة للفتاة الخليجية، وغلاء المهور، والصراع الداخلي للنساء المنتقبات. وأشارت وكالة الأنباء الألمانية إلى أن الدورة الثالثة للمهرجان، التي انطلقت الخميس 8 أبريل الجاري، يعرض فيها 194 فيلما من 41 دولة، فيما أزاحت الستار عن جيل جديد من فتيات الخليج، اللاتي قرّرن اقتحام عالم السينما، وتحديدا مهنة الإخراج، إذ تشارك 15 مخرجة شابة ب 29 فيلما في المهرجان، ويتنافسن للفوز بجوائز الأفلام الوثائقية والقصيرة. ويتصدر الأفلام التي تحمل التوقيع النسائي، الفيلم القصير (نقاب)، للمخرجة مزنة المسافر، التي تدرس الاتصال الجماهيري والعلوم السياسية في جامعة الكويت، ويتناول صراعات وأفكار امرأة منتقبة تستعد للتزين أمام المرآة، ليركز الفيلم، وهو عماني، الضوء على لحظات خاصة تعيشها المرأة المنتقبة أمام المرآة وخلالها ترقص وتحلم وتفكر وتعبّر وتتأمل. ويسلط فيلم (مهر المهيرة) للمخرجة ميثاء حمدان، الضوء على قضية غلاء المهور، ويستعرض آراء العزاب والمتزوجين في المجتمع الإماراتي، بأسلوب خفيف يهدف إلى إيصال وجهة نظر المجتمع لمن يهمه الأمر. أما حفصة المطوع وشمسة أبو نواس، وهما طالبتان تدرسان الإنتاج الإعلامي وتقنيات الإعلام في كلية دبي للطالبات، فتتناولان في فيلمهما (اششش) قصة أربع صديقات تجمعهن الدراسة وحياة المغامرة، وتعيش كل واحدة منهن في عالمها الخاص، وما يخفيه من أسرار ومشاكل وعقبات وتحديات، ويسلط الفيلم الضوء على التعقيدات ومشاعر الغيرة والحقد التي تحيط علاقة الصداقة. ويطرح الفيلم السعودي للمخرجة ريم البيات، قضية زواج القاصرات، وينافس على جائزة الأفلام القصيرة في المسابقة الرسمية. ولا تقتصر المشاركة الإخراجية النسائية على تلك القضايا، بل تعدتها للسخرية من الواقع الخليجي، ففي فيلم (الزوجة الثانية) للمخرجة موزة الشريف، وهي طالبة في قسم الإعلام والاتصال الجماهيري بكلية دبي للطالبات، تدور الأحداث حول حب الإماراتي لسيارته، وعلاقته بها، وذلك بأسلوب طريف يسلط الضوء على كيفية اختيار السيارة، ومستوى حب الرجال لسياراتهم الذي يفوق حبهم لزوجاتهم. وتتضمن قائمة الأفلام التي تنافس على جوائز الأفلام الوثائقية، فيلم (أشعل الطرب 2)، للمخرجة الإماراتية شيخة عوض العيالي، وهي طالبة في كلية دبي للطالبات، وتدور أحداثه حول شقيقين قاما بتأسيس أول فرقة ل (هيب هوب) في الإمارات، ويستعرض الفيلم رحلتهما الموسيقية، والدوافع وراء هذا الشغف. وينتقد فيلم (إعادة تشكيل) للمخرجة عايشة السويدي، وهي طالبة في كلية دبي للطالبات، عمليات التجميل في الإمارات، التي تجذب الرجال والنساء، فيما يتحدث فيلم (أنا عربي)، للمخرجتين جمانة الغانم وأحلام البناي، وهما طالبتان في كلية دبي للطالبات، حول وضع اللغة العربية في دول الخليج، ويستطلع آراء جيل الشباب، في محاولة لإيجاد حلول تمنع اندثارها بطريقة شيقة وممتعة، ويدور فيلم (صيادو الجن) للمخرجتين لطيفة الكراني وشمسة أحمد، حول فتاتين لا تعرفان شيئا عن عالم الجن، تنطلقان في رحلة تطرحان من خلالها أسئلة تفتح أبوابا كثيرة. وتطرح المخرجات على شاشة المهرجان قضايا اجتماعية تزايدت الشكوى منها في المجتمعات الخليجية خلال الفترة الأخيرة، ومنها فيلم (في العزلة) للمخرجة السعودية ملاك قوتة، التي تواصل حاليا دراساتها العليا في مجال التحريك في جامعة جنوبي كاليفورنيا، حول امرأة طاعنة في السن تعيش في معاناة ويأس وعزلة، وإلى جانبه يعرض فيلم (عقدة حبل)، للمخرجة مريم محمد الغيلاني، وهي طالبة في جامعة السلطان قابوس، ويتناول معاناة امرأة لا تنجب، ويضم نخبة من الممثلين المشهورين في عمان. يُشار إلى أن المهرجان يقدم جوائز مالية يزيد مجموعها على 500 ألف درهم إماراتي.