كمواطنٍ لا يعلمُ لماذا ارتفعت أسعار العقارات بشكلٍ جنونيّ، ويتابع ما ينشر من الشائعات بأنها سترتفع أكثر فأكثر، وضع أبو صالح رأسه على مخدّته وهو لم يعد يفكّر لا في شراء أرض ولا في بناء منزل، بل استغرق قليلاً في التفكير في زيادة ال 40 % التي طرأت على إيجار شقّته العتيقة, وكيف يمكنه تدبيرها من راتبه الذي لا يتجاوز 5 آلاف ريال، استعاذ بالله من الشيطان وتلا آية الكرسي ونام.. ورأى أبو صالح أن هناك قطّاً دخل عليه غرفته، كان القطّ مخيفاً، وبينما هو يحاول أن يستعيذ بالله منه، قفز فأر أبيض صغير إلى وسط الغرفة، فتبعه القط، فهرب الفأر واختبأ خلف ظهر أبو صالح، فحنّ قلب أبو صالح له، وصدّ القطّ عنه، بعد قليل رأى أبو صالح أنّ الفأر أصبح كبيراً بحجمه تقريباً، وأنّ القط خرج من الغرفة وعاد بقطعة من الجبنة، وفجأة عاد الفار صغيراً مرّة أخرى وانطلق من خلف ظهر أبو صالح، وذهب ليأكل الجبن فأكله القط. استيقظ أبو صالح لصلاة الفجر، وبعد أن أدى الصلاة قصّ على إمام المسجد رؤياه عسى أن تكون خيراً، فقال له الإمام: أنت يا أبو صالح رجلٌ طيّب لم تعد تفكر في امتلاك عرضٍ من الدنيا، أمّا الفأر فهم الناس المواطنون الذين لم يفهموا حقيقة الدنيا، وأمّا القطّ فهم آكلوا أموال المواطنين والناس، لذا فإنّ رؤياك خير بإذن الله. وانصرف الإمام، وذهب أبو صالح لعمله، وفجأة تذكر أنّه نسي أن يسأل الإمام سؤالاً مهمّاً، فاتصل عليه، وقال: يا شيخ، نسيت أن أسألك ما دلالة الجبنة في الرؤيا؟ فردّ الإمام: هذا الرهن العقاري يابو صالح! (أحمد ابراهيم)