تأخذ الزهور حيزا كبيرا من اهتمامات الناس في كل أنحاء العالم, وظهر شغف كبير بها حتى بلغ ببعض الأمم أن تقيس تحضر شعب ما بمقدار إنتاجه واستهلاكه للزهور. وتجد الزهور هذا الاهتمام لعدة أسباب, لعل أهمها: أنها تمثل لغة عالمية سهلة الفهم والإدراك عند كل البشر، فهي رسالة محبة وتقدير ودليل على رقي المشاعر. ولمعرفة مزيد عن الأزهار وأنواعها واستهلاكها, قامت (عناوين) صباح الخميس 11 مارس 2010, بجولة على بعض محلات بيع الأزهار في جدة. وبداية قال راضي, وهو عامل عربي في أحد محلات تنسيق وبيع الأزهار في جدة: "تتعدد أنواع الورد وألوانه وأشكاله ومصادره، وبالنسبة للأنواع وأشهرها وأكثرها بيعا هنا, يأتي القرنفل بسبب تعدد ألوانه ورائحته ورخص ثمنه وطول حياته، ويوجد كذلك أنواع أخرى أهمها: التيوليب, واللافندر, والنرجس الكبير, ورجل الغراب, والراوند, والياسمين، واللوتس, والسوسن... وغيرها كثير". أما عن المصادر فقال: إنها تتعدد, حيث إن الإنتاج المحلي قليل ويأتي غالبا من منطقة تبوك ولا يغطي أكثر من 10 % من حاجة السوق, مضيفا: "أما النسبة الباقية فنغطيها من الخارج ومن أكثر من مصدر في إفريقيا وأوروبا وآسيا". وعن الأسعار قال: "إنها تتفاوت بحسب نوع الباقة ومكوناتها, فهناك باقة ب 150ريالا, ويمكن صنع باقة ب 500 ريال وأكثر"، وعن أكثر أيام الأسبوع مبيعا قال: إن يومي الأربعاء والخميس يتصدران بقية الأيام بسبب إجازة نهاية الأسبوع, وبسبب أن معظم الأفراح تتم في نهاية الأسبوع. وأضاف أن النساء هم الأكثر ارتباطا بالورد, وهم الأكثر إقبالا على شرائه, كما أن الصيف هو أفضل مواسم بيع الورود, حيث تكثر حفلات الزواج والنجاح في المدارس وبعدها أيام الأعياد. وفي محل آخر يقع في أحد الأحياء الراقية في جدة, سألت (عناوين) الشاب السعودي سامي عبد الله عن سبب شرائه الورد فقال: أشتريه دائما لأهديه لأحد أصدقائي, سواء كان ذلك للتهنئة بالزواج, أو في حالة مرضه، وأضاف "أهديه أيضا لكل من أحب"، وعن ثقافته وثقافة السعوديين حول الورود وأسمائها وأنواعها قال: "بصراحة ثقافتي في الورد وأنواعه ودلالاته قليلة, ومثلي معظم الشباب السعودي, لأن ثقافة التعامل مع الورود لا تزال جديدة على مجتمعنا". وسألت (عناوين) محمد حسين, وهو مدير في محل بيع ورود, عن سبب غياب العنصر النسائي السعودي عن العمل بهذا المجال, فقال: "طبعا كما تعرف لا تزال ثقافة عمل النساء في أي مجال متدنية, وبالنسبة لهذه المهنة ورغم مناسبتها لعمل المرأة, إلا أنها لا تزال ضئيلة جدا, ونتمنى أن تقوم الفتاة السعودية بتأسيس محلات تنسيق وبيع الورود والهدايا لأن فيها دخلا جيدا, وهي مناسبة جدا لهن, خصوصا في المحلات الخاصة بالنساء". وعن سيطرة العمالة الفلبينية على هذه المهنة قال: "نعم هذا واضح جدا, لأن الفلبينيين لديهم خبرات عملية اكتسبوها في بلادهم ويأتون مدرّبين على هذه المهنة, وهم أكثر من يجيد العمل فيها, ونحن نتوق إلى اليوم الذي نجد فيه مراكز تدريب تقدم دبلومات في هذا المجال للشباب السعودي ليقودوا هذا القطاع بكفاءة واقتدار".