كشفت مصادر مقربة من أسرة النهدي التي تمتلك ثاني أصغر وأجمل مصحف على مستوى العالم ل(عناوين) عن ضغوطات أكتفت بوصفها "شبه رسمية" أجبرتها على التراجع عن بيع المصحف للأمير الوليد بن طلال أو أي شخص آخر خارج اليمن. وقالت المصادر أن "ضغوطات شبه رسمية وبصورة غير مباشرة تعرضت لها الأسرة" منذ الأسبوع الماضي بعد نشر (عناوين) لخبر وصول موفد من الأمير الوليد إلى صنعاء لاستكمال مفاوضات بيع المصحف والذي أعادت نشره عدداً من الصحف الإلكترونية والمطبوعة في اليمن. وأوضحت المصادر أن جهات (تحفظت عن كشفها) شددت في ضغوطها على الأسرة بمنع خروج المصحف من الأراضي اليمنية وأنه تراث يمني ولا يمكن بيعه إلى خارج البلاد. وكان عبد الناصر ناصر النهدي عميد الأسرة أبلغ مراسل (عناوين) ظهر الثلاثاء 9 مارس 2010، بتراجع أسرته عن بيع المصحف، وأضاف "لقد قررت أسرة آل النهدي عدم بيع المصحف الملكي للأمير الوليد بن طلال أو لأي شخص أخر"، وقال النهدي أن "المصحف سيبقى في اليمن لأنه لا يقدر بثمن" وأكد أنه سيهديه للرئيس علي عبد الله صالح، وهو بدوره سيهديه للمتحف الوطني بصنعاء. وأوضح أنه تلقي خلال الأيام الماضية منذ نشر الخبر في (عناوين) عروضا من كل من دار سوثبي للمزادات العالمية ومقرها في مدينة نيويورك، حيث عرضت مبلغا كبير جدا من المال، وعرض آخر من رجل أعمال أماراتي قال أنه يريد شرائه لإهدائه للشيخ محمد بن سلطان القاسمي حاكم الشارقة. وأضاف "لقد آثرنا بقائه كثروه قيمه لليمن وبهذا نكون قد أدينا واجبنا تجاه هذا الموضوع". وكان عبدالناصر النهدي قال خلال زيارة (عناوين) إلى منزلهم بصنعاء الأربعاء الماضي أنه تلقى اتصالات من قبل أحد مساعدي الأمير الوليد بن طلال وكان آخر عرض تلقاه ثمناً للمصحف 2 مليون ريال سعودي ورفضه، لكنه أبلغ في وقت لاحق أن مساعد الأمير سيزور صنعاء منتصف مارس الجاري وسيوافق على أي مبلغ سيحدده. وتمتلك أسرة عبدالناصر ثاني أصغر وأندر مصحف في العالم والذي تمت طباعته سنة (1317هجريه) في المطبعة الأميرية بمصر تحت إشراف علماء من الأزهر ومدون في صفحاته هوية من كتبه يدوياً ومن أشرف عليه. ووفق عبدالناصر، فإن المصحف هذا يعد الوحيد من نوعه, حيث كان النسخة الوحيدة التي طبعت ذلك الزمان وكان ملكاً للحاكم العثماني في اليمن محمود ناصف بك وأهداه للأمام يحيي حميد الدين سنة 1920م بعد حلول حكمه بدلاً عن العثمانيين. ويتميز المصحف بغلاف خارجي مطلي بماء الذهب الخالص وطوله 3 سم وبضعة مليمترات وكتب يدوياً وطباعته حجرية, ومرفق به عدسه خاصة صُنعت خصيصا للمصحف وضعت داخل إطار من الجلد الممتاز والقديم جداً. وأكد عبدالناصر حينها أن أسرته لن تقبل ثمناً للمصحف أقل من مليون دولار، وتحدث عبدالناصر بفخر عن بداية إمتلاك أسرة النهدي للمصحف ووقوعه بين يديها عبر جده حينما كان يعمل حارساً في دار البشائر (قصر آخر أئمة اليمن) وتعرض الدار لقذائف الثوار في 26سبتمبر 1962 فأخذه للحفاظ عليه لمعرفته بقيمته.