يقول "مستصح": بينما كنت أتفحص في السوق ذات يوم بعض أنواع أجهزة قياس الوزن, إذا بأحدهم ينكأ منكبي ضاحكاً.. من هنا ستبدأ رحلة سمنتك!.. فالتفت إلى هذا الذي يبشرني بما أكره.. فإذا بأحد زملائي في العمل ممن أثق بقوة وسعة "كرشه"!.. يقول مرت الأيام.. فإذا به يذكرني بعد اجتماع عمل منتهي بما لذ وطاب من الأطباق كاملة الدسم وأطباق "الحلا": أتذكر يا فلان.. كم كنت ذات يوم صحيح الجسم.. رشيقا ؟!.. مع احترامي وتقديري.. انحاز إلى ما نلمسه مما تقوله التجارب في محيطنا أكثر مما تقوله بيانات وتصريحات كثير من الجهات الرسمية.. حتى على المستوى الفردي.. إذ ما أن يبدأ أحدهم حملة منزلية لمكافحة السمنة حتى يكون في ذلك فتحاً جديداً لشهوته فيسمن و"يتربرب"! وما أن تحال دراسة مشكلة إلى لجنة حتى تترسخ وتتفاقم وتستوطن! وما أن تشن حملة لمكافحة ظاهرة اجتماعية حتى تجد لها الفرج بالسلامة وطول العمر!.. فهل هي قاعدة في مجتمعنا العربي، وإن كان لكل قاعدة شواذ! وهل المشكلة دون شطب الظواهر الاجتماعية السيئة هي في عزائمنا وإراداتنا وأنماط سلوكنا.. أم تراها في طرق تفكيرنا وإدارتنا ومعالجاتنا، أم هي علة متجذرة بالوراثة ومستحكمة في بيئتنا العربية؟!.. من المفارقات فعلاً أن معظم غزواتنا في حملات حماية ومعالجة مشكلات مجتمعنا تنكسر وتنتكس راياتها إلا ما ندر كما في حملات مكافحة ظواهر الخلافات الزوجية والطلاق والكوارث المرورية والتدخين والتعصب الرياضي ومآسي المخدرات والغش والتزوير وغيرها؟!. (عبد الله العتيبي)