أياً كان الدافع الحقيقي للكتابة… فإننا نجد أنفسنا مفقودين في أرض الكتابة أو فاقدين لأسبابها .. الجميع متكتلين خلف أوقات مملة أو خوف عالق يحول بينهم وبين حب الحياة …!؟ مالذي يمكن كتابته في وقت ممل وقاتل كأيام كورونا … ؟! ومالذي يمكن قرأته؟! وهذا ما شعرنا به جميعاً …كُتاب كنا أو قُراء …لنتساءل: هل الأزمات خطرة على الكتابة الجيدة؟ لكن الإجابة تأتي ناصعة واضحة…( بل تصنعها) … لم يتوقف الكتاب العالميون عن الكتابة لأن الحرب العالمية الأولى تشتعل، ولم يتوقف القراء عن القراءة لأن الحرب العالمية الثانية تأكل الأخضر واليابس ..فكان الأدب الساخر هو الأدب العلاجي وكل ما يحتاجه الإنسان في وقتها … إن كل مايحتاج الكاتب هو ما يحتاج القارئ… والقراء في أزمات الحياة المشتركة يحتاجون لمن يعيد تشكيل هذه الأوقات، وتحويلها إلى مادة للضحك والسخرية … نريد تشيخوف آخر و عزيز نيسين آخر و مارك توين و غازي القصيبي و محمود السعدني و جورج برنادر شو … وغيرهم قليل … لن نقرأ مقالا واحدا عن تطوير الذات في وقت يفقد فيه الأمل، ولن نقرأ رواية حقيقية في وقت يصبح الحزن شائعا…. ومالذي ستفعله الروايات الخيالية في واقع غامض ؟! يقال إن لكل مقام مقال … ربما يكون من الأعمق قول إن لكل مقال مقام.. عندما يتساقط الناس من الملل والألم ما الذي يمكنه أن يكون جاداً ؟ غير السخرية؟!