علّقت العديد من البلدان حول العالم السفر منها وإليها، تحت وطأة ارتفاع حالات الإصابة بفيروس كورونا، الذي تحول وباء عالمياً مع تسجيل إصابة أكثر من 156 ألف شخص. فمن الشرق الأوسط إلى أميركا وأوروبا علقت آلاف الرحلات وأقفلت الأجواء مؤقتا، في محاولة لكبح جماح “كوفيد 19”. وأعلنت الإمارات، السبت (14 مارس 2020م)، تعليق الرحلات إلى عدد من البلدان الموبوءة، في حين أوقفت السعودية كافة الرحلات الجوية الدولية لمدة أسبوعين، كما أعلنت دول عربية أخرى تعليق الرحلات، ومنها المغرب واليمن وسوريا. وفي الخرطوم، أصدرت الحكومة السودانية، قراراً بإغلاق رياض الأطفال والمدارس والجامعات والكليات والمعاهد العليا والخلاوي والمعاهد الدينية، ووقف المهرجانات والمعسكرات وفصول التقوية، مع تأجيل إمتحانات شهادة الأساس في الولايات. وفي أوروبا فشلت مدن بأكمها، ودخلت إسبانيا تحت الحجر الصحي التام، واقتصرت الحركة في الشوارع على الأمور الضرورية، وسجلت مدن عدة في إيطاليا، شللاً في الحركة، مع تغول الفيروس في هذا البلد. وقرّرت مناطق ألمانيّة عدّة «السبت»، اتّخاذ إجراءات جذريّة لمكافحة انتشار كورونا على نحو أفضل، فعمدت إلى إغلاق المسابح وصالات السينما والرياضة. ومع تسجيلها 733 إصابة إضافيّة خلال يوم واحد، باتت ألمانيا التي لديها الآن 3795 شخصًا مصابين بكوفيد-19 بينهم ثمانية توفوا، واحدةً من الدول الأكثر تضرّرًا من الفيروس في أوروبا. وفي برلين، بات الآن يُحظّر خروج أيّ تظاهرة تضمّ أكثر من 50 شخصًا، كما يجب أن تُوفّر المطاعم مسافة لا تقلّ عن متر ونصف متر بين الطاولات، وأما بالنسبة إلى المسابح وصالات الرياضة ودور السينما والنوادي، فيتوجّب أن تُغلِق كلّها، وعمدت الشرطة مساء «السبت»، إلى إغلاق عدد كبير منها. أمّا منطقة شليسويغ هولشتين (شمال شرق) التي سُجّلت فيها ستّون إصابة، فأوصت السلطات بتأجيل أو إلغاء المناسبات الخاصة مثل حفلات الزفاف. إلى ذلك، تستعد بريطانيا بحسب ما أفادت وسائل إعلام محلية إلى اعتماد قانون طارئ لمنع التجمعات. بدورها، أعلنت النمسا، «الجمعة»، حزمة اجراءات للحد من انتشار الفيروس، وأعلنت اغلاق المحلات التجارية غير الأساسية، وتعليق الرحلات الجوية مع فرنسا وإسبانيا وسويسرا، وفرض حجر على بلدتين في ولاية تيرول (غرب البلاد). وأعلن الفاتيكان أن احتفالات عيد الفصح، الأساسية في البلاد، وبالنسبة لملايين المسيحيين حول العالم، ستجري دون مصلين خوفاً من كورونا. وفرضت أستراليا، «الأحد»، عزل ذاتي على جميع الوافدين من الخارج. وقال رئيس الوزراء الأسترالي سكوت موريسون إن حكومته ستفرض عزلا ذاتيا على كل المسافرين القادمين من الخارج اعتبارا من منتصف ليل الأحد في محاولة لاحتواء انتشار فيروس كورونا. وأضاف موريسون أن أستراليا سترفض أيضا استقبال سفن سياحية قادمة من موانئ أجنبية لمدة 30 يوما بشكل مبدئي، وسجلت أستراليا أكثر من 250 حالة إصابة بكورونا فضلا عن ثلاث وفيات. في السياق، أعلنت الحكومة الأرجنتينية رسميا «الأحد»، حظر دخول غير المقيمين الذين زاروا أي بلد يسجل عددا كبيرا من حالات الإصابة بفيروس كورونا خلال الأربعة عشر يوما الماضية، وجاء في مرسوم نشرته الجريدة الرسمية أن الحظر سيستمر لمدة 30 يوما. وفي الفلبين، بدأت مدينة مانيلا، «الأحد» عزل نفسها في مواجهة كورونا، مطبّقةً بذلك الإجراءات التي قررتها حكومة الرئيس الشعبوي رودريغو دوتيرتي. وأغلقت الشرطة المسلحة الطرق المؤدية إلى العاصمة التي يبلغ عدد سكانها 12 مليون شخص، كما تم إلغاء الرحلات الداخلية من مانيلا وإليها، وحظرت التجمعات العامة شهرا. وسجلت الفلبين 111 حالة إصابة بكوفيد-19، بما في ذلك 8 وفيات وفي الولاياتالمتحدة التي أعلن رئيسها الأسبوع الماضي تعليق الرحلات مع أوروبا، يجري البحث في تعليق الرحلات الداخلية أيضاً بين الولايات. وأعلن الرئيس الأميركي دونالد ترمب، بأنه يفكر في فرض قيود على السفر الداخلي بين الولايات، وهي واحدة من أشد الإجراءات التي قد تطبقها الإدارة الأميركية لمحاصرة فيروس كورونا. وقال ترمب، «السبت»، إن إدارته ستمدد حظر السفر الأوروبي ليشمل المملكة المتحدة وإيرلندا كجزء من الجهود المستمرة لمكافحة وباء الفيروس التاجي. وأشارت وكالة «رويترز»، إلى أن عدد الإصابات بكوفيد 19 بلغ في آخر احصائيات 156 آلاف حالة.