اعلنت وزارة الداخلية اليمنية أمس انها اعتقلت خلية من تنظيم «القاعدة» تضم ستة اشخاص مسؤولة عن الاعتداءين اللذين استهدفا الاسبوع الماضي سياحاً ووفداً امنياً كوريين جنوبيين في شبام وصنعاء، وكانت تخطط لتنفيذ هجمات ارهابية اخرى. ونقل موقع الوزارة على الانترنت عن مسؤول امني رفيع قوله ان «اجهزة الأمن تمكنت من إلقاء القبض على ستة من العناصر الإرهابية التي كانت مكلفة بتنفيذ المخطط الإرهابي». واضاف ان المجموعة كانت مكلفة تنفيذ 12 هجوماً على الاقل تستهدف «المنشآت النفطية ومصالح للدول الصديقة في اليمن وسياحاً اجانب». وتابع المصدر ان «العمليتين الأخيرتين اللتين استهدفتا السياح الكوريين في شبام - حضرموت، والوفد الأمني الكوري بأمانة العاصمة، تندرجان في إطار المخطط الإرهابي لتنظيم القاعدة» الذي تم الكشف عنه. ولم تقد الوزارة اي تفاصيل اضافية عن المواقع الاخرى التي كانت ستستهدفها الخلية الارهابية او هوية الاشخاص المعتقلين وجنسياتهم، ولكن الاجهزة الامنية اليمنية كانت باشرت قبل أيام حملة اعتقالات واسعة في عدد من المدن والمحافظات تستهدف المشتبه بانتمائهم إلى تنظيم «القاعدة»، واتخذت تدابير أمنية غير مسبوقة في أعقاب العمليتين الإرهابيتين هذا الشهر ضد سياح كوريين جنوبيين في شبام وصنعاء. وقالت وزارة الداخلية أنها طلبت من إدارات الأمن في محافظات أبين ومأرب والجوف وحضرموت إحكام مراقبتها للطرق الصحراوية التي تربط بين المحافظات الأربع، وإغلاقها في وجه العناصر الإرهابية التي قد تلجأ إلى هذه الطرق في التنقل من محافظة إلى أخرى هرباً من ملاحقة الأجهزة الأمنية، أو لتنفيذ أي اعتداءات محتملة. وطلبت في الوقت نفسه تشديد الحراسات الأمنية على المرافق الحكومية المهمة والمنشآت النفطية، كما دعت مختلف الأجهزة الأمنية الى التنسيق في ما بينها وتبادل المعلومات عن العناصر الإرهابية والمطلوبين أمنياً مع استمرار عملية ملاحقتهم على مدار الساعة وفي كافة المحافظات وفي العاصمة صنعاء. وفيما لم تفصح السلطات الأمنية عن ما إذا كانت هذه الإجراءات تتم بالتنسيق أو التعاون مع جهات خارجية، حذر «مجلس تحالف قبائل مأرب والجوف» من التفكير في أي عمل عسكري خارجي «ضد أهداف وهمية» في مأرب والجوف وشبوة، مؤكداً أن «تبعات عمليات من هذا النوع ستكون خطيرة ومكلفة على أطرافها، لأن ضرب الأبرياء من القبائل سيدفعهم لتهديد مصالح كبيرة لأميركا والغرب موجودة في هذه المناطق على وجه التحديد». وجاء بيان المجلس رداً على ما نشره موقع شبكة الدفاع الأميركي العسكري في نيويورك من أن طائرات أميركية مقاتلة تستعد لضرب أهداف لتنظيم «القاعدة» في مناطق نائية بشمال اليمن بالتنسيق مع الحكومة اليمنية. وقال البيان إن المجلس تابع بقلق ما نشر بهذا الخصوص وما نسبه الموقع الأميركي إلى «مصدر يمني مسؤول» حدد محافظتي مأرب والجوف كمحافظات مستهدفة لهذه العمليات إلى جانب محافظتي حضرموت وصعدة، باعتبارها مناطق إيواء ما زعم أنها معسكرات تدريب لعناصر «القاعدة». ونفى بيان القبائل صحة تلك المعلومات. إلى ذلك أكدت مصادر مطلعة ل»الحياة» ان اللجنة الرئاسية المكلفة درس أوضاع محافظة الجوف اليمنية والتي شكلت بقرار من الرئيس علي عبد الله صالح برئاسة الشيخ ناجي بن عبد العزيز الشايف مستشار رئيس الجمهورية، وتضم عدداً من الشخصيات الاجتماعية والوجهاء والنواب والمشايخ من أبناء المحافظة، أنهت مهمتها التي شملت مختلف الاوضاع في المحافظة بما فيها الأمنية والتنموية، خصوصا في ما يتعلق بنفوذ التمرد «الحوثي» في المحافظة، ورفعت تقريرها الى الرئيس علي صالح. وأضافت المصادر ان اللجنة ضمنت تقريرها اقتراحات وتوصيات حول قضايا الثأر والصحة والتعليم والمشاريع الخدمية الملحة، بالإضافة إلى الجانب الأمني، في ضوء تواجد عناصر تابعة للمتمردين «الحوثيين» في صعدة تعمل توسيع نفوذها في الجوف وإثارة الفتن والمشاكل بين القبائل في هذه المحافظة.