لم تكن فكرة قبول صالح المحمدي بتدريب النادي الأهلي ، بعد إقالة المدرب السابق برانكو والأوضاع غير المشجعة بالنادي خصوصا فيما يخص الفريق الكروي ، فكرة جهنمية لمدرب يريد صناعة اسم له؛ بل كانت مغامرة خطرة وحساسة ، فإما إثبات مقدرته وتحقيق نتائج إيجابية أو حرق نفسه. وتحقق للمحمدي والأهلي نتائج إيجابية شجعت الكثير على تأييد استمراره إلى نهاية الموسم ، واعترض البعض بحجة أن الأهلي أكبر بكثير من فكرة استمرار المحمدي ، والحقيقة الثابتة أن الدوري طويل ومتقلب وخطير وقد يدفع صالح المحمدي ثمناً أكبر بكثير مما يتوقع ، ولذلك فإن قرار عودة جروس لقيادة الأهلي بمساعدة المحمدي أمر معقول ومقبول جداً ويمثل صالح الأهلي بصفة عامة والمحمدي بصفة خاصة . كلنا يعلم جيداً أن الفترة الماضية للمدرب جروس بالأهلي كانت ناجحة وواضحة ، وبالتالي فإنه – ووفق ظروف الفريق – كان الفريق الأهلاوي بحاجة إلى مدرب عارف بتفاصيل الأهلي وتفاصيل الدوري والفرق السعودية حتى تكون المهمة أفضل وأسهل . لا أحد يتمنى ابتعاد الأهلي عن المنافسة لما لذلك من خلق دوري تنافسي قوي حيث يمتلك الأهلي مقومات الفرق التنافسية ، وأعتقد بأن الأهلي لا ينقصه إلا مدرب يستطيع إيجاد فريق متلاحم ويثق كل بزميله فالأسماء الأهلاوية كبيرة وخطيرة ولكنها تعاني من فجوة ولّدت روح الأنانية والانهزامية ، ومتى تخلص الأهلي منها سيكون أقرب لحصد الألقاب . ولابد أن يتبع هذا التغير والبداية الجديدة تغير بعقول بعض المنتمين للأهلي والمتشوقين للرقص على خلافاته وتأخره وابتعاده عن المنافسه حسداً وتصفية لحسابات شخصية وهمية على حساب الأهلي . وهي فرصة كبيرة لصالح المحمدي للاستفادة من إمكانيات مدرب كبير كمساعد له ، وهو بحاجة للتدرج واكتساب خبرات تصقل إمكانياته للمستقبل كمدرب . الجميل أن التغير حدث بالبداية ، وهناك فرصة كبيرة للأهلي للبحث عن منجز جديد يضيفه إلى منجزاته السابقة ويحقق أحلام جماهيره الكبيرة والوفية له . في ظل المشكلة الكبرى الإدارية بين الرئيس والمشرف وعدم إيجاد حل بالمنظور القريب فإن عزل الفريق عن تلك المشكلة سيكون أفضل والأهم كيف يحدث ذلك ؟ ومن يستطيع ذلك؟