أورد المصنف فالح بن مهدي آل مهدي في سفره البديع (التحفة المهدية شرح العقيدة التدمرية) عندما أورد سيرة إمام النحاة (سيبويه)، فقال: هو أبو بشر عمرو بن عثمان بن قنبر، مولى ابن الحارث بن كعب. ولقب سيبويه لجماله وحمرة وجنتيه، حتى كانتا كالتفاحتين، فسيبويه في لغة فارس رائحة التفاح. تعجبت وأنا أقرأ هذا النص في الكتاب، لحسن انتقاء الكلمات، واختيار الألقاب، وتوصيف الناس والأسر والقبائل وغيرهما، مما يحتاج لوصف، وقارنته بما يعج به فضاؤنا اليوم، وحياتنا بكل تفاصيلها وأبعادها، من بُعدٍ عن الكياسة والفطنة في انتقاء الأسماء والصفات والكنى، حتى اضطر الابن لتغيير اسمه، والعائلة تعلقت باسم آخر من أسماء الأجداد، سواء علوا أو نزلوا. وحتى صار بعض الأبناء والأسر يعانون من تنمر شديد بسبب ذلك، وكان يغنينا عن ذلك كله حسن التوصيف والتسمية، واختيار الألقاب والكنى لأنفسنا ولغيرنا. كم من قلوب جرحت؟ كم من أنفس أزهقت؟ كم من أرحام قطعت؟ كم وكم وكم من الأذى لحق بأحدهم، بسبب لفظ، أو وصف، أو لقب، أطلق عليه أحدهم في ساعة غياب عقل؟ أتذكر في هذا المقام المقولة الأشهر للممثلة البريطانية (أودري هيبورن): العيون الجميلة هي أن ترى الخير في كل الناس، والشفاه الجميلة هي أن تتحدث فقط بكلمات لطيفة. خاطرة: قال صاحب تهذيب حلية الأولياء (1/71) : قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه :لولا ثلاث لأحببت أن أكون قد لقيت الله : لولا أن أسير في سبيل الله عز وجل .ولولا أن أضع جبهتي لله . أو أجالس أقوامًا ينتقون أطايب الحديث، كما ينتقون أطايب التمر . مدير إدارة النشر والترجمة – شركة العبيكان للتعليم