كان لعبارة دوّنت على أحد المعارض في مجمع تجاري بالدمام، تأثيرها الخاص على عيون المارة, خصوصا طلبة المدارس والجامعات, فالعبارة تقول: "عميلنا الكريم المعرض مغلق للانتقال إلى الدار الأول"، فبدلا من كلمة (الدور)، كتبت كلمة (الدار). ليس هذا الإعلان فحسب الذي يتجرّأ على اللغة العربية، وإنما عديد من الإعلانات التي تعرض في الأماكن العامة تشهد أخطاء إملائية أو لغوية، وتعليقا على ذلك، تؤكد المختصة في اللغة العربية والكاتبة الدكتورة منيفة البكر ل (عناوين), أن الإجحاف في حق اللغة العربية، والتعدي عليها؛ بات أمرا "عاديا", على الرغم من أن المسألة لا يستهان بها ولا بد من معاقبة أي كاتب أو خطاط والشركات التي تتولى مسألة كتابة الإعلان أو التعليق على منتج أو ما هو على شاكلة ذلك، "حتى لا يصبح الإسفاف في اللغة العربية أمرا مضحكا؛ فالعبارة السابقة التي رصدتها عدسة (عناوين)، تعتبر مثيرة للجدل, وربما تبعث الضحك للمارة، بيد أن الغيور على اللغة العربية الفصحى، وهي لغة القرآن الكريم، يشعر بالإحباط والأسف، لما يحدث من خلل في مجتمعاتنا العربية". وطالبت البكر ب "تنمية قدرات الناشئة على الكتابة والقراءة بشكل يتناسب مع قدراتهم العقلية، فالطالب عندما يقرأ كلمة مدونة بشكل مغاير لما تعلمه تختلط عليه الأمور، وهذا أحد أساليب الاستهتار وإيقاع الناشئة في مغبة الأخطاء اللغوية، لذا يتوجب علينا كمثقفين الاعتراض على ذلك ومواجهة الحملة الشرسة التي تنفذ ضدّ اللغة العربية من دون قصد، من خلال عقد حلقات توعية بالقراءة والكتابة. وفي هذا الصدد، تؤكد الدكتورة ازدهار الحريري مديرة جمعية القراءة في المنطقة الشرقية, أنه "على الرغم مما تقوم به الجمعية من دور توعوي في مجالي القراءة والكتابة, وجلب شخصيات بارزة في تلك المجالات، لترسيخ جذور اللغة العربية في عقل الناشئة؛ إلا أننا نواجه أخطاء يعدّها بعضهم أنها هفوات، بيد أنها تصيب عقل الطلبة, خصوصا الناشئة في المراحل الأولى من دراستهم، باختلاط في المفاهيم وعدم معرفة إجادة الكتابة والقراءة أيضا". وعلقت الحريري "الأخطاء الإملائية تكثر بين صفوف الطلبة في المدارس، ونعاني هذه المسألة بحسب نتائج الحلقات، التي تعقد من المدربات لعلم القراءة والكتابة، وتبقى مشكلة الكتابة الخاطئة تكبر معهم حتى حين تخرجهم من الجامعات، لذا لا بد من متابعة الوعي وبث حلقات توعوية في المدارس، وإيجاد وسائل وأساليب جديدة تربط ما بين التعليم والترفيه، للتمكن من التدرب على المبادئ الراسخة".