رصدت (عناوين) خلال جولة لها في جنوبجدة وشمالها صناديق البريد المسماة (واصل) وهي في حالة يُرثى، في حين أكد مَن سألتهم (عناوين) عن رأيهم في هذه الخدمة أنها "مشروع فاشل" أهدر الملايين دون فائدة. وقامت (عناوين) صباح الإثنين 22 فبراير / شباط 2010 بجولة في بعض أحياء جدة للوقوف على حال تلك الصناديق، وكانت البداية في حي البلد حيث كانت كل الصناديق تقريبا محطمة وخلعت أبوابها وتحولت إلى مجرد أرفف تمتلئ بزجاجات المشروبات الغازية وبقايا الطعام وغيرها من النفايات الورقية، ومثل البلد كان الحال أيضا في أحياء: النزلة وغليل والجامعة والكندرة والعمارية حيث كانت معظم صناديق بريد (واصل) في جنوبجدة محطمة وغير صالحة للاستعمال، وكانت نسبة التدمير أقل حدة في أحياء جدة الأخرى، خصوصا في شمال غرب جدة، لكن إهمال الصناديق كان واضحا أيضا.
وقال الشاب ماجد الغامدي من سكان جنوبجدة "أستطيع التأكيد أن تركيب هذه الصناديق قد تم بطريقة عشوائية وغير مدروسة من جميع النواحي وإذا كان البريد الالكتروني قد دخل إلى البيوت فلماذا سيخرج الناس إلى الخارج لاستلام رسائلهم في مثل هذه الصناديق". ويشاطره الرأي زميله عبد الله اللحياني بقوله "كيف أكون آمناً على رسائلي ومراسلاتي في مثل هذه الصناديق المصنوعة من الصفيح"، ويتساءل "هل نحن في أوسلو أو لندن"، ويضيف هذا المشروع "فاشل وخسارة الملايين التي أهدرت عليه". ويطالب الأستاذ احمد الشمراني بضرورة أن يكون هناك رقابة على تنفيذ مثل هذه المشاريع ويقول "يجب أن تكون هناك دراسات وافيه للمشاريع من جميع النواحي وليس بهذه الطريقة تهدر الملاين في مشاريع فاشلة مثل صناديق بريد "واصل"، وعن أسباب تحطم هذه الصناديق يقول الأستاذ مسفر السلمي "بالتأكيد جرى تحطيمها من قبل المراهقين وتتحمل مؤسسة البريد بعضا من أسباب التحطم لأنها صناديق غير متينة وغير عملية وتم تركيبها خارج العمائر والبنايات وفي الأزقة الضيقة".