حُظي اتفاق قوى الحرية والتغيير، والمجلس العسكري الانتقالي بالسودان، فجر الجمعة (الخامس من يوليو 2019م)، بترحيب دولي واسع، وذلك بعد 30 عاماً ظلّ فيها الرئيس المخلوع عمر البشير على سدة الحكم، قبل أن تطيح به ثورة شعبية. وأعرب مصدر مسؤول بوزارة الخارجية، عن ترحيب المملكة العربية السعودية، بالاتفاق، معبرًا عن تطلع الرياض لأن تشكل هذه الخطوة المهمة بداية لمرحلة جديدة يسودها الأمن والاستقرار، بما يلبي تطلعات الأشقاء في السودان، مؤكداً ثبات موقف المملكة الداعم للسودان وشعبه الشقيق في كل ما يحقق أمنه واستقراره وازدهاره. في السياق، رحّبت مصر، بالاتفاق على تشكيل مجلس سيادي لمدة ثلاث سنوات، وحكومة مدنية تضم كفاءات وطنية مستقلة. وأكد وزارة الخارجية المصرية، أن هذا الاتفاق يمثل خطوة هامة على طريق تحقيق الأمن والاستقرار والسلام في السودان، منوهه بدعمها الكامل لخيارات الشعب السوداني بكامل أطيافه من أجل تحقيق آماله في الأمن والاستقرار والرخاء. وأكدت استمرار قيامها بكل ما يلزم نحو دعم الأشقاء في السودان لتجاوز المرحلة الحالية واستعادة السودان لدوره الهام عربيًا وأفريقيًا ودوليًا. ورحب الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، بالاتفاق، مثنياً على الروح الايجابية البناءة والمرونة التي تحلى بها المجلس العسكري وقيادات قوى إعلان الحرية والتغيير وكافة الحركات السياسية والمدنية والتي أفضت إلى الوصول إلى هذا التوافق السوداني الهام حول ترتيبات وهياكل المرحلة الإنتقالية لتمكين السودان من عبور الصعاب التي تواجه البلاد. وعبر أبو الغيط، عن ثقته في قدرة الأطراف السودانية على استكمال مسيرة الانتقال الديمقراطي في البلاد والوصول بها إلى بر الأمان، مؤكداً أن الجامعة العربية ستظل ملتزمة بمرافقة الأطراف السودانية في هذه المسيرة دعماً لكل ما يثبت من استقرار السودان ويحقق تطلعات كافة أطياف شعبه ويصون الدور العروبي الفاعل الذي يضطلع به السودان في منظومة العمل العربي المشترك. من جهته، قال وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية أنور قرقاش، إن الإمارات تهنئ السودان بعد توصل المجلس العسكري والمعارضة لاتفاق بشأن تقاسم السلطة، مضيفا أن بلده سيقف مع الخرطوم “في العسر واليسر”. وغرّد قرقاش، قائلاً: “نتمنى أن تشهد المرحلة القادمة تأسيس نظام دستوري راسخ يعزز دور المؤسسات ضمن تكاتف شعبي ووطني واسع”. كما رحب الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي الدكتور يوسف بن أحمد العثيمين، بالاتفاق، مبدياً ارتياحة الشديد لهذه الخطوه الإيجابية المتميزة التي ستسهم في استقرار وأمن السودان وبناء تنمية شاملة تخدم المواطن السودني في المقام الأول . وأكد على أهمية تمسك الطرفين بهذا الاتفاق التاريخي وسرعة تنفيذه، عادًا هذا الاتفاق نموذجًا متميزًا يعكس مدى وعي الشعب السوداني وحرصه على الوطن وتنميته. إلى ذلك، اشاد الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي، بالجهود الوطنية والإقليمية والدولية التي أسهمت في توقيع هذا الاتفاق ، مؤكدًا استعداد المنظمة تسخير إمكانيتها لدعم الأمن والاستقرار والتمنية في السودان اتساقًا مع القرارات الصادرة على مستوى القمة والمجلس الوزاري . كما رحب رئيس البرلمان العربي الدكتور مشعل بن فهم السلمي، بالاتفاق، قائلاً: «إن البرلمان العربي يقف مع السودان لتجاوز المرحلة الدقيقة التي يمر بها تحقيقاً لتطلعات الشعب السوداني الشقيق في تحقيق الأمن والاستقرار والعيش الكريم». في السياق، عدّ الاتحاد الأوروبي الاتفاق، تقدم كبير في سبيل استقرار السودان. وقال بيان لخدمة العمل الخارجي الأوروبي في بروكسل، إنه من المهم أن تنفذ الأطراف الاتفاق الذي تم التوصل إليه, وأن تتواصل المحادثات حول القضايا المعلقة, كما يجب تشكيل حكومة مدنية مختصة تتمتع بالسلطة يمكنها استعادة السلام وتحقيق الرخاء الاقتصادي وحماية حقوق الإنسان للجميع في السودان. وأكد البيان الأوروبي أنه بمجرد أن تتولى حكومة من هذا القبيل، سيكون الاتحاد الأوروبي مستعدًا للتعامل معها حول طرق دعم الانتقال, مجددًا التزامه بمستقبل مستقر وديمقراطي ومزدهر للسودان.