قال رئيس الوزراء التركي الأسبق أحمد داود أوغلو، إن بلاده “تفقد الأمل”، بسبب “الأزمة الاقتصادية وتزايد الخلاف السياسي وتآكل الأخلاق”. وصرح داوود أوغلو العضو البارز في حزب العدالة والتنمية الحاكم، والمستشار المقرب لأردوغان، خلال حفل إفطار في أنقرة، قائلا: “يمكن فقدان السلطة والفوز بها مرة أخرى”. وأضاف داوود أوغلو الذي تعرض لتهميش من أردوغان وأحبر على الاستقالة عام 2016: “هناك شيء واحد فقط لا يمكن علاجه عند فقده. هذا هو الأمل، أولئك الذين فقدوا الأمل لا يمكن أن يكون لهم مستقبل. المخاوف لا يجب أن تصبح دافعا”. ودعا داوود أوغلو إلى التخلي عن الانغلاق الاجتماعي، مشيرا إلى أن “المجتمعات المغلقة أدت لأوضاع بالغة السوء مثل ما حدث في العراق”، قائلا:” رأيت ذلك في بغداد والموصل، حيث تقسم المدن إلى أحياء تعيش منعزلة لتخرج أجيال منفصلة عن بعضها البعض لاحقا”. وفقا لما أوردت “سكاي نيو عربية”. وفي الأسابيع الأخيرة، خرج داوود أوغلو عن صمته ووجه انتقادات صريحة لحزب العدالة والتنمية، لا سيما سياسات الرئيس التركي. وشكلت هزيمة حزب أردوغان للانتخابات البلدية في إسطنبول، إحدى كبرى المدن التركية، في 31 مارس الماضي، انتكاسة لحزب العدالة والتنمية وحليفه الحركة القومية، الأمر الذي دفع أعضاء وقادة الحزبين إلى التململ. وانتقد رئيس الوزراء التركي السابق، أحمد داود أوغلو، أواخر أبريل الماضي، حزب العدالة والتنمية الذي ينتمي إليه، وعبر عن “عدم الارتياح داخل الحزب”، لا سيما في ظل تحالفه مع الحركة القومية. وذهبت إحدى التقارير الصحفية إلى أبعد من ذلك، إذ قالت إن داود أوغلو بدأ بالفعل في حشد شخصيات من حوله في حزب العدالة والتنمية، في مؤشر على إنشاء تكتل لم تعرف ملامحه بعد. ومن بين الملتفين حول داوود أوغلو، نائب رئيس حزب العدالة والتنمية نعمان كورتولوش، وبشير أتالاي، نائب رئيس الوزراء في حكومة أردوغان من 2011 إلى 2014. ويأتي هذا التململ من قبل داود أوغلو، في وقت لا تزال الأوساط السياسية التركية تترقب تحركا “مفترضا” للرئيس التركي السابق عبد الله غول، الذي أعطى أكثر من إشارة تتعلق برغبته بإطلاق حزب جديد ينأى بنفسه عن حزب أردوغان. ولا يستبعد كثير من المحللين إنشاء تحالف بين معسكري غول وداود أوغلو للخروج بكيان سياسي جديد، بعد أن أصبحت الحركة القومية تشكل عبئا على حزب العدالة والتنمية. ويقول المحللون إن مسألة تفكك حزب العدالة والتنمية قد بدأت لتوها، وستكتسب مزيدا من الزخم مع الوقت، مستبعدين في الوقت نفسه أن يتم التراجع عن خطوة من هذا القبيل، في ظل تراجع شعبية الحزب في الأوساط التركية.