استبق حزب «الحركة القومية» المعارض في تركيا، لقاء زعيمه دولت بهشلي رئيس الوزراء المكلّف أحمد داود أوغلو، بإعلان رفضه تأييد تشكيل حكومة أقلية تتيح لحزب «العدالة والتنمية» الحاكم تنظيم انتخابات مبكرة في الخريف. وكرّر القوميون شروطهم، مؤكدين رفضهم استغلالهم لتنفيذ «حسابات سياسية وخطط ماكرة». وكان داود أوغلو دعا إلى تنظيم انتخابات مبكرة «في أقرب وقت»، بعد فشل محادثات أجراها الخميس مع رئيس «حزب الشعب الجمهوري» المعارض كمال كيليجدارأوغلو، لتشكيل حكومة ائتلافية. وحض البرلمان على المبادرة بالدعوة إلى الانتخابات، مُعوِّلاً كما يبدو على التوصل إلى اتفاق مع «الحركة القومية»، يتيح لحكومته البقاء في السلطة حتى تنظيم الانتخابات في تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل. ولدى رئيس الوزراء حتى 23 الشهر الجاري لتشكيل ائتلاف حكومي، وإلا سيدعو الرئيس رجب طيب أردوغان إلى انتخابات مبكرة. وستُشكَّل حكومة موقتة تُشرف على الانتخابات، تُقسم فيها المناصب الحكومية بين الأحزاب الأربعة الممثلة في البرلمان، وهي «العدالة والتنمية» و «حزب الشعب الجمهوري» و «الحركة القومية» و «حزب الشعوب الديموقراطية» الكردي. وقال سنان أولغن، وهو باحث زائر في معهد «كارنيغي» أوروبا، رئيس مركز بحوث «إيدام» (مقره إسطنبول): «أردوغان لا يريد أن يصل إلى هذه النقطة، لأن ذلك يعني اقتساماً للسلطة وتنظيم انتخابات في وقت تتقلّد فيه السلطة حكومة لا يهيمن عليها حزب العدالة والتنمية». واعتبر أن «حصول حزب الشعوب الديموقراطية على مناصب وزارية في ظل حكومة انتخابات، يخدم أهداف بهشلي في شكل أفضل»، وزاد أن «الحركة القومية» تريد «التمكّن من انتقاد حزب العدالة والتنمية وأردوغان، واستغلال ذلك في حملتها الانتخابية». وأعلن مكتبا داود أوغلو وبهشلي أنهما سيجتمعان الإثنين، لكن مسؤولاً بارزاً في «العدالة والتنمية» نبّه إلى أن «خيار الائتلاف لا يبدو مطروحاً على الطاولة، بسبب موقف الحركة القومية»، معتبراً أن تنظيم انتخابات مبكرة هو الخيار «الأرجح والأكثر واقعية». في المقابل، أعلن مولود كاراكايا، نائب رئيس «الحركة القومية»، أن الحزب «يرفض حكومة أقلية» يشكلّها «العدالة والتنمية». ورأى أن لا جدوى من التفاوض إذا لم يقبل الحزب الحاكم شروط القوميين لتشكيل ائتلاف كامل. وكان القوميون وضعوا شرطين أساسيين، أولهما التخلي الكامل عن عملية السلام مع متمردي «حزب العمال الكردستاني»، والثاني تقليص نفوذ أردوغان في الحياة السياسية، ويُستَبعد قبول الحزب الحاكم بأيّ منهما. وأكد بهشلي أن حزبه «لن يتراجع» عن «رفضه دعم حكومة أقلية، أو حكومة انتخابية»، مضيفاً: «لا ينتظرنّ أحد من حزبنا دعماً، من أجل تنفيذ حساباته السياسية وخططه الماكرة». وأشار إلى أن القوميين «منفتحون على لقاء حزب العدالة والتنمية، مع الاحتفاظ بشروطهم»، مستدركاً: «ولكن قبل ذلك، من حقنا رؤية موقف مستقلّ من داود أوغلو، وأنه أدار ظهره لتوجيهات القصر»، في إشارة إلى أردوغان. لكن شبكة «أن تي في» نقلت عن بهشلي قوله إن تركيا يجب ألا تبقى بلا حكومة، معرباً عن «أمل ضئيل» بتشكيل حكومة ائتلافية. ميدانياً، قُتل جندي تركي ومسلحَين من «الكردستاني» بهجمات في جنوب شرقي تركيا، فيما أفادت وكالة «الأناضول» للأنباء بتوقيف الشرطة 39 شخصاً في حملات دهم شنّتها في مدن، بينها إسطنبولوأنقرة وإزمير. وشدد أردوغان على أن الحملة التي تشنها تركيا على المتمردين ليست «موقتة»، إذ خاطب أنصاره قائلاً: «لا تعتقدوا أنهم أقوياء. محكوم عليهم بالفشل. مَن يدعمونهم ويقودونهم سيُهزَمون عاجلاً لا آجلاً».