اعتبر الكاتب الصحفي الدكتور علي الموسى، الذي حل ضيفاً في خامس حلقات برنامج "الليوان" الذي يقدمه الإعلامي عبدالله المديفر يومياً في رمضان على قناة روتانا خليجية، أن الأمير محمد بن سلمان حرر السعودية من فخ الدولة الثيوقراطية، وأشاد بوعي ولي العهد في أهمية وقفه الصراع بين التيار الليبرالي والصحوي واتخاذه للقرار بيديه. وأفاد أن المجتمع السعودي اكتشف أن التيار الصحوي قاد المجتمع لكوارث كبرى، وأوضح أن القيادة السياسية أدركت أن هناك تياراً مجتمعياً عريضاً جداً سَئِم ومَلّ هذا الخطاب، مشدداً على أنه كان يجب أن نواجه المشروع الديني الإيراني المتخلف بمشروع مدني وليس بمشروع ديني آخر انقلب على الدولة وكل القيم، ودعا إلى ضرورة التأسيس لمرحلة لا هي لليبراليين ولا الصحويين بل هي للسعوديين، مشيراً إلى أن ثورات الربيع العربي تخريبية قادتنا لأكبر هلاك في الوطن العربي. واعترف الموسى أن الليبرالية السعودية إقصائية، وأن الليبرالي المحلي قمعي، وأنه لا توجد أسس لقيام ليبرالية سعودية حقيقية، مؤكداً على أن الليبرالية الفجة غير موجودة بين الكتاب السعوديين، وتابع: "لا أنفي أن هناك من الليبراليين من لا يريدون أن يكون للدين أي جدوى، لكنهم فئات قليلة، وأكد أنه لا يوجد شخص من بين ما أعرفهم ملحد" لافتاً إلى أنه غير قناعاته عن قيادة المرأة للسيارة بعدما رأيت النساء يقدن بكل حشمة وأدب. وأعرب عن أسفه لغياب المثقفين والمفكرين الكبار عن إدارة المشهد الثقافي وإدارة الرأي في السعودية، مبيناً أنه يتم الاعتماد على رواد مواقع التواصل الاجتماعي وهم بالغو الخطورة حسب تعبيره، وأضاف: "رموز التواصل لا يقرؤون، وثقافتهم العامة ضحلة جداً، وأجندتهم السياسية صفر، وأشعر بالخجل عندما يخرج هؤلاء للتصدي لقضايا ثقافية سعودية بالغة الخطورة على قنوات إعلامية أجنبية". وقال الكاتب د. علي الموسى ل"الليوان" على روتانا خليجية: "بدأت الكتابة الصحفية في السعودية مصرية وصفية في فترة السبعينيات من القرن الماضي، ولم يكن فيها جماليات البناء الفكري، وقيادة الرأي العام، فيما كانت بداية المدرسة السعودية الحقيقية في الكتابة خلال فترة التسعينيات. وأسهمت صحيفة "الوطن" في تغيير طبيعة القضايا التي يمكن للصحف المحلية أن تناقشها، مثل: نقد الخطاب السروري والإخواني، والحديث عن اختطاف التعليم، والمؤسسات الوطنية". وعلّق على معركة الاصطفاف الفكري في الصحافة السعودية قائلا: "لم نكن لنقبل بكُتاب رأي من النسخة السلفية السرورية، أو من نسخة الإخوان في صحافتنا، لأنهم لم يقبلوا الليبراليين في أنشطتهم، وبالتالي أخذوا التعليم بكامل طيفه، ونحن أخذنا الإعلام. وجيلي هو الذي عرّى كل الخطابات التي حاولت اختطاف قيمة المملكة، كما أنه عرّى كل القيم التخلفية. والمدرسة التي سيطرت على الإعلام السعودي كانت واعية لأهداف الجماعات المسيسة والمؤدلجة داخل المجتمع، ولم تسمح لها باختطاف آخر معقل من معاقل التنوير السعودي وهو الإعلام". وأضاف الموسى: "نحن من صنع الصحوة، والتيار الصحوي نفسه ضحية. والدكتور عائض القرني لم يكن يوماً سرورياً أو إخوانياً، وكان سلفياً تقليدياً يتبع المؤسسة السلفية النجدية، واعتذاره في مقابلته بهذا البرنامج مشرّف، واستأت من حجم الاستهزاء والتشفي فيه من رموز التيار الليبرالي في السعودية". برنامج "الليوان" يُعرَض كل مساء خلال شهر رمضان المبارك عند منتصف الليل عبر روتانا خليجية.