استضاف برنامج «الليوان» الذي يقدمه عبدالله المديفر، الشيخ الدكتور عايض القرني، وناقش موضوع الصحوة التي غيَّرت المجتمع السعودي، وفرضت سطوتها على مدار عقود. وقال القرني: “الصحوة صادمت الدولة، وضيقت على المجتمع، حتى تحولت الزواجات لحسينيات. وأعلنها صراحة: أنا بشر، ولست نبيًّا. بكل صراحة وشجاعة باسم الصحوة اعتذر للمجتمع عن الأخطاء التي خالفت النصوص، وضيقت على المجتمع. ومن يرد علي بنص فأنا معه. أنا مع الدين الوسطي المنفتح الذي نادى به سمو ولي العهد. ديننا دين سلام ورحمة”. وأضاف: “هذه ليلة تاريخية. الدولة مستهدفة، والإسلام المعتدل خط أحمر، والوطن خط أحمر، والملك وولي عهده خط أحمر. وأنا سيف من سيوف الدولة، لا توجد مناطق رمادية. حتى الحياد خيانة”. وتابع القرني: “الصحوة لم تنزل ب(باراشوت) من الثريا أو المريخ، بل كانت ظاهرة اجتماعية، ينبغي علينا أن نتوخى الدقة والإنصاف في الحكم عليها. للصحوة إيجابيات وسلبيات، وممن مدحوها الملك فهد والشيخ ابن باز وابن عثيمين، لكن لها سلبيات؛ فقد فرضت الوصاية على المجتمع، وقسمته بين ملتزمين وغيرهم”. وأردف: “لديهم غلظة، وحرّموا التلفزيون والتصوير الفوتوغرافي؛ فتحولت الزواجات لحسينيات، لا يوجد بها أناشيد. الواجب وقت الفرح فرح، وهذه وسطية الإسلام. وبينهم شباب متحمس. كما أخذت دور هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وكبار العلماء، وهذا ليس منهج الإسلام. ولديهم فظاظة بالخطاب، مع قلة تجربة وقلة علم، وكانوا يمارسون دور الدولة”. وأكد: “بينها موجة وطيف، دخل فيها سرورون وغيرهم من الملغمين، لكن ظهرت عليها ملاحظات، وأوقفتها الدولة، وأنا من ضمن من هاجموا غازي القصيبي؛ لأني رأيت لديه انفتاحًا نظنه يضرنا وقتها، وعندما تقدم بي العمر راسلته، والتقيته في عزاء، وبادرته بالسلام. فكانت الصحوة تواجه الدولة بالخطابات والتحريض”. وبيّن: “كان هناك افتئات على الدولة؛ فجمع ابن باز 25 شيخًا، وأوصانا بالرفق، وكنا نخرج، ومنا من اقتنع، ومنا من لا يقتنع، واختلفوا مع ابن باز في الاستعانة بالقوات الأمريكية في غزو العراق”. واستطرد “القرني” قائلاً: “كما أن خطاب الوطن كان ضعيفًا لدى الصحوة متأثرين بفكر الإخوان، ويرون أن أمة الإسلام أمة واحدة، ولا يرون غير السلبيات، وكانوا كذلك يرون أن السلبيات لا بد أن تزال، ولا بد من إصلاح المجتمع، فكانوا يرون حتى قطع العلاقة مع الغرب”. وأكمل: “فلا يتحدثون عن الإيجابيات، وهذا قادهم للسجون والإيقاف، فكان لديهم غلو واندفاع. وأبرز ثلاثة أخطاء وقعوا فيها مصادمة الدولة، وتهميش كبار العلماء. والثالث الشدة والغلظة. وكلمة الحلال قليلاً ما تسمعها، وموجود فتاوى تحرم حتى العرضة”. وعن رأيه في دولة قطر قال: “أنا زرت قطر، وقابلت أميرها، والعلاقات كانت قائمة، وعندما اكتشفت التآمر اعتذرت للدولة، وعندما كنت موقوفًا عن الدعوة قبل سنوات اتصل بي وزير الأوقاف القطري عبدالله بن خالد آل ثاني، وحاول أن يقابلني، ويقابل الشيخ الجلالي بعنيزة، وسفر الحوالي، فذهبت لابن باز، وأخبرته، وحاول أن يضمني له، بقدر ما تبتعد عن الدولة السعودية فأنت مقرب لديهم، وأعطوا الجنسيات للمعارضين، و(يرزون) من يتوافق معهم”. وأوضح: “الموقف الثاني عند ضربة الأبراج الأمريكية من قِبل ابن لادن استدعوني، وأوقفوا حلقة عن القرضاوي، وعندما قدمت قبل البرنامج، واسمه الشريعة والحياة، اتصل بي الشيخ حمد بن خليفة وشجعني، ورحب بي، فظهرت على الهواء، ولم يعجبهم قولي؛ فهم أرادوا استخدامي لأني كنت موقوفًا عن الدعوة، فظهرت وأدنت الإرهاب، ودافعت عن السعودية، واتصل بي الملك سلمان عندما كان أميرًا للرياض وشكرني، وطلب كتابة خطاب؛ ليعيدني للدعوة”. وأكد: “الجزيرة تستهدف السعودية عن حسد، والنظام القطري والجزيرة لديهما عقدة نقص؛ فذهبا لإيران في محاولة لضربنا، ويقولون عنها شريفة، ويتركون السعودية دولة الإسلام والحضارة”. وقال “المديفر” إن الحكومة القطرية تعطي رواتب، وأنت من ضمنهم، فردَّ: “والله لم آخذ رواتب شهرية، وأنا أعمل بعقود، وعندما تكشفت الأمور قدمت اعتذاري للدولة، وهناك من يأخذ راتبًا لكن لا أعرف كم، حتى بعض المعارضين أعطوهم الجنسية، وعرفت المخطط متأخرًا وتراجعت”. وعن الإخوان قال: “هي خالفت القرآن والسنة بمسائل عدة، ولا يدعون للعقيدة الصحيحة، ولابن عثيمين كلام، والفوزان له كلام. ولديهم انغماس بالحاكمية، وأدعوهم للمراجعة والاعتذار للشعوب التي سالت فيها الدماء بسبب خطاب الحاكمية؛ فهناك أضرحة في كل الدول، ويتركونها، ويهاجمون قِبلة المسلمين، ولا مكان للإخوان بالسعودية؛ لأننا مبايعون الملك وولي العهد، والبيعة تقتضي بعدم وجود أحزاب وتنظيمات”. وتابع: “الدولة استضافت الإخوان بعد تضييق جمال عبدالناصر، وكان من الواجب منهم رد الجميل، فصاروا يتآمرون ضدنا، ثم تضامنوا مع الخميني، وذهبوا مع صدام، ووقفوا مع أردوغان، فهل هذه الدولة أقرب للإسلام من السعودية؟ ولديهم حزبية مقيتة”. واختتم: “انخدعت بأردوغان، والكثير انخدع به، حتى من الكتّاب، وقلنا وجه إسلامي، وأردوغان اليوم مراوغ وضدنا، وله وقفات سلبية، وأول من أقام علاقة مع إسرائيل هو، ووقف مع قطر. وأقول لعشاق أردوغان: كم طبق من الإسلام؟ ومن ناصر القضية الفلسطينية؟ باع فلسطين وباع سوريا، ويفتح مسجدًا وجنبه دور دعارة، وله وجوه عدة، ومتآمر على قيادتنا وشعبنا”.