قفزت أعداد المنتحرين في صفوف الجيش الأمريكي بقوة خلال يناير الماضي، وفق إحصائيات أعلنتها واشنطن مساء الخميس 18/2/2010، مما دفع الخبراء إلى التحذير من إمكانية أن ينذر ذلك ب"سنة مأساوية" على صعيد الانتحار بين العسكريين، خاصة وأن عام 2009 سجل معدلات قياسية. وذكرت شبكة ال (سي ان ان ) أن الأرقام الأمريكية لم تشر إلى أسباب تزايد حالات الانتحار، رغم كثرة الإعلانات السابقة حول تطبيق واشنطن لمجموعة من الأساليب الجديدة لمواجهتها، وتدل البيانات على وجود 27 حالة وفاة ناتجة عن انتحار في يناير مقابل 17 حالة في ديسمبر الماضي. وبحسب البيانات، فإن 12 منتحراً فقط كانوا في عداد الوحدات التي تقوم بالخدمة الفعلية، في حين ينتمي 15 إلى قوات الحرس الوطني والاحتياط. وتشير هذه الأرقام إلى أعداد المنتحرين على مستوى الجيش الأمريكي ككل، دون تمييز جغرافي، الأمر الذي يحول دون معرفة نسب الانتحار في صفوف الجنود بأفغانستان والعراق. وتعهد العقيد كريستوفر فيلبريك، مدير وحدة مواجهة الانتحار في الجيش الأمريكي، بتعزيز نشاطات العاملين لديه لمواجهة اتساع الظاهرة، مضيفاً أن السنة الماضية، شهدت "تعديلات جذرية" في برامج الرعاية الصحية ومواجهة الانتحار. وكان عام 2009 قد شهد انتحار 160 جندياً أمريكياً، مع احتمال تزايد العدد خلال الفترة المقبلة بسبب التحقيق في بعض حوادث الوفاة الغامضة. وكان الجيش الأمريكي قد أعلن نهاية العام الماضي بيانات "فريق استشارة الصحة العقلية" الذي يصدر كل عامين، بعد أسبوع من "مذبحة" فورت هود بتكساس التي قتل فيها 13 شخصاً عندما فتح ضابط نيرانه بالقاعدة العسكرية، وعقب إعلان الإدارة الأمريكية الزج بمزيد من القوات الإضافية إلى أفغانستان. ووجد المسح أن معدلات الاكتئاب ومتلازمة الإجهاد ما بعد الصدمة ، ظلت كما هي، وتدنت الروح المعنوية بين وحدات الجيش الأمريكي في أفغانستان لقرابة النصف عن معدلات عامي 2007 و2005 من نحو 10 % حينئذ إلى 5.7 % هذا العام.