انطلقت مساء البارحة (13 مارس 2019م) فعاليات معرض الرياض الدولي للكتاب، وذلك في مركز الرياض الدولي للمؤتمرات والمعارض، تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وبحضور نائب وزير الثقافة حامد بن محمد فايز، والشيخة مَيّ بنت محمَّد آل خليفة، رئيسة هيئة البحرين للثقافة والآثار بمملكة البحرين، وجمع من المثقفين والمسؤولين والناشرين. ورحّب وزير الثقافة الأمير بدر بن عبدالله بن فرحان بمشاركة مملكة البحرين الشقيقة في المعرض بوصفها “ضيف الشرف” للدورة الحالية، مؤكدًا بأن المشاركة تأتي تجسيدًا لعمق العلاقات الأخوية الوثيقة التي تربط بين المملكة العربية السعودية ومملكة البحرين، قيادةً وشعبًا. وأضاف: “يأتي معرض الرياض الدولي للكتاب لهذا العام تحت شعار “الكتاب.. بوابة المستقبل” من منطلق الإيمان العميق بدَوْر معارض الكتاب في تنشيط الحراك الثقافي, وفي إطار الجهود الهادفة إلى إيجاد بيئة ثقافية جاذبة، ليكون لبنةً أساسية في الصرح الثقافي الذي تستهدفه رؤية المملكة 2030، التي أكَّدت على أنَّ الثقافة أحد مقوِّمات جودة الحياة، والتي يشكِّل التقدُّم الثقافي عنصرًا أساسيًا لها”, مشيدًا بالمكانة التي يحتلها معرض الرياض الدولي للكتاب في الوقت الراهن “حيث أصبح أكبر من مجرَّد كونه معرضًا للكتاب، وبات تظاهرةً ثقافيةً كبرى تحتفي بالإبداع وتحتفل بالمعرفة”. وتطرّقت كلمة سمو وزير الثقافة التي ألقاها نيابة عنه نائب الوزير إلى تدشين وزارة الثقافة وإطلاقها لرؤيتها وتوجهاتها لخدمة القطاع الثقافي في حفل سيقام يوم 27 مارس الجاري، معلنًا في الوقت ذاته عن تولي وزارة الثقافة لمسؤولية تنظيم معرض الرياض الدولي للكتاب، ابتداءً من دورة العام المقبل 2020م، موجهًا شكره العميق لكلِّ مَنْ عَمِلَ على المعرض، خصوصًا وزارة الإعلام، ولكلِّ مَنْ شارك فيه من دُوْر النشر والجهات الحكومية ومؤسسات القطاع الخاص. من جانبها عبرت الشيخة مي بنت محمد آل خليفة عن عظيم اعتزازها وتقديرها لاختيار مملكة البحرين ضيف شرف معرض الرياض الدولي للكتاب لهذا العام، مشيدةً بدور وزارتَي الثقافة والإعلام السعوديتين في النهوض بالثقافة المحليّة والإقليمية، وأضافت معاليها “من جديد، تقوم الثقافة بدورها في تأسيس حوارٍ حضاري مع الآخر، وفي هذه المرة تجمع مملكة البحرين والمملكة العربية السعودية في سياقٍ ثقافيٍ موحّد، وتبادلٍ مميز للحضور في المشهد الثقافي بين المملكتين، فاليوم مملكة البحرين ضيف شرف معرض الرياض الدولي للكتاب، وفي العام الماضي كانت السعودية ضيف شرف معرض البحرين الدولي للكتاب، حين كانت المحرّق عاصمةً للثقافة الإسلامية 2018”. وأكدت آل خليفة على ما تتشاركه المملكتان من مقومات تاريخية وثقافية أصيلة، وما تتمتّعان به من علاقات أخوية عميقة وراسخة، مشيرةً إلى أهمية استمرار التبادل والتعاون الثقافي ما بين البلدين الشقيقين. وحول أهمية معارض الكتاب في تعزيز الحراك الثقافي في المنطقة بينت: “ما زال الكتاب الوسيلةَ الأفضل لنقول بأن أوطاننا تمتلك من الوعي الثقافي ما يؤهلها لتكون مراكز للإشعاع الحضاري، ولدينا اليوم فرصة كبيرة لنأخذ بزمام المبادرة ونعيد لحركة النشر العربية الزخم والاهتمام الذي تستحقه”. وأشارت إلى أن هيئة الثقافة ستعكس من خلال برنامجها غنى ثقافة البحرين عبر العديد من الأنشطة التي تقدّم شخصيات ثقافية مرموقة وفنانين يبرزون جوانب مختلفة من مشهد البحرين الراهن, مضيفة أن زوّار المعرض، وإضافة إلى البرنامج الثقافي، سيتمكّنون من الاطلاع على آخر ما أصدرته البحرين من نتاجات فكرية وأدبية وعلمية. وتأتي مشاركة مملكة البحرين تجسيداً للعلاقات والروابط التاريخية المتميزة والقوية التي تربط ما بين البلدين الشقيقين، وتعزيزاً للإرث الإنساني المشترك، وقد احتضن معرض البحرين الدولي للكتاب في نسخته الأخيرة المملكة العربية السعودية كضيف شرف، لتحل مملكة البحرين بحلتها الثقافية ممثلة في هيئة البحرين للثقافة والآثار هذا العام كضيف شرف في أكبر تظاهرة ثقافية تشهدها العاصمة الرياض. وتشارك الهيئة في معرض الرياض الدولي للكتاب -الذي يقام في مركز الرياض الدولي للمؤتمرات والمعارض- بجناح يعكس ما تمتلكه البحرين من نتاجات ثقافية غنية ومتنوعة من حيث الموضوعات، كما يستعرض الجناح مجموعة واسعة من إصدارات الهيئة الثقافية المطبوعة بالإضافة إلى عرض أفلام وثائقية تسهم في إبراز جوانب مختلفة من ملامح البحرين الحضارية والثقافية. وستقدم الهيئة برنامجًا ثقافيًا مميزاً ومتنوعًا يضمّ محاضرات ثقافية وأدبية وفنية بمشاركة نخبة من الكتاب والأدباء والنقاد والباحثين والفنانين، بالإضافة إلى أمسيات شعرية وعروض فنية، كما يشهد معرض الرياض الدولي للكتاب هذا العام مشاركة عدد من الجهات الحكومية ودور النشر البحرينيّة لعرض أحدث إصداراتها العلمية والثقافية. وتستمر فعاليات معرض الرياض الدولي للكتاب لمدة عشرة أيام حتى 23 مارس الجاري، بمشاركة 913 دار نشر، و500 ألف عنوان، و 1750 مشاركًا وعارضًا، من 30 دولة عربية وأجنبية. وعلى هامش فعاليات المعرض هناك أكثر من 200 فعالية ثقافية ومتنوعة، من بينها 62 فعالية تختص بالندوات والمحاضرات الثقافية، و 13 جلسة ضمن فعالية المجلس الثقافي من عروض مسرحية وأفلام سعودية قصيرة وورش عمل فنية. كما خصصت إدارة المعرض ثلاث منصات توقيع، سيوقع خلالها 267 مؤلفًا ومؤلفة كتبهم.