تبادلت الكوريتان الشمالية والجنوبية, الأربعاء 27/1/2010؛ نيران المدفعية قرب حدودهما البحرية المتنازع عليها, ما أبرز حالة عدم الاستقرار على طول الحدود المسلحة تسليحا ثقيلا, وذلك للمرة الثانية خلال 3 أشهر. وحذرت كوريا الشمالية جارتها الجنوبية من أنها ستطلق مزيدا من قذائف المدفعية داخل مياهها الإقليمية في إطار تدريبات عسكرية, ثم أطلقت زخة أخرى من النيران بعد ساعات معدودة من توجيه التحذير في وسائل الإعلام, التي تسيطر عليها الدولة. ونقلت وكالة الأنباء المركزية لكوريا الشمالية عن هيئة الأركان المشتركة للجيش قولها: "ما من أحد بوسعه المجادلة بشأن التدريبات التي تقوم بها وحدات الجيش الشعبي الكوري في مياه الشطر الشمالي". وقال البيان: "مناورات إطلاق النيران هذه من جانب وحدات الجيش الشعبي الكوري ستستمر في المياه نفسها مستقبلا". وفي كوريا الجنوبية قالت وكالة (يونهاب) للأنباء: إن كوريا الشمالية أطلقت يوم الأربعاء مزيدا من قذائف المدفعية في اتجاه الحدود البحرية المتنازع عليها مع كوريا الجنوبية بعد ساعات من تبادل الجانبين النيران, ما زاد من التوترات الأمنية في شبه الجزيرة الكورية. ويستبعد المحللون تصاعد اشتباكات يوم الأربعاء, ويرون أنها محاولة من جانب بيونجيانج لتصعيد التوتر في شبه الجزيرة الكورية والضغط من أجل التوصل إلى اتفاق سلام يمهد الطريق أمام تلقيها مساعدات دولية لاقتصادها المنهار. وأنهى الحرب الكورية التي استمرت من عام 1950 حتى عام 1953, اتفاق هدنة, لكن الجانبين لم يتوصلا إلى اتفاق سلام, وما زالا من الناحية النظرية في حالة حرب. وتنشر كوريا الشمالية أكثر من 10 آلاف قطعة مدفعية موجهة صوب الشطر الجنوبي يمكنها أن تدمر خلال ساعات جزءا كبيرا من العاصمة الجنوبية سول, التي لا تبعد سوى 40 كيلومترا من الحدود. وقالت وزارة الدفاع الكورية الجنوبية في رسالة إلى الشطر الشمالي: "نودّ أن نعرب عن قلقنا البالغ من الحادث الناجم عن العمل غير الشرعي الذي أقدم عليه الشمال, والذي خلق دون داع توترا بعد أن أطلق ذخيرة حية من قذائف المدفعية". ولم ترد تقارير عن وقوع خسائر في الأرواح نتيجة إطلاق النار السابق. وفي وقت سابق يوم الأربعاء 27/1/2010, قالت وكالة يونهاب: إن كوريا الشمالية أطلقت على الأرجح نحو 30 قذيفة مدفعية قبالة ساحلها الغربي بالقرب من الحدود البحرية المتنازع عليها, وإن سول ردت بنحو ثلاثة أمثال. وجاء تبادل النيران في الوقت الذي يسافر فيه لي ميونج باك رئيس كوريا الجنوبية إلى دافوس في سويسرا للمشاركة في المنتدى الاقتصادي العالمي, بعد أن قام بزيارة للهند. وفي وقت سابق من الأسبوع, اتهمت بيونجيانج الشطر الجنوبي بإعلان الحرب لقوله: إنه سيوجه ضربات وقائية إذا رصد مؤشرات واضحة على أن الشمال يستعد لهجوم نووي. وتقول تقارير إعلامية في الجنوب: إن كوريا الشمالية أعلنت يوم الثلاثاء 26/1/2010, منطقة محظور الإبحار فيها في مياه البحر الأصفر قبالة ساحلها الغربي. وخاضت الكوريتان من قبل معركتين داميتين قرب الحدود البحرية المتنازع عليها خلال العشر سنوات الماضية, وتبادلتا النيران في المنطقة نفسها قبل ثلاثة أشهر.