عدّ شيخ الأزهر الشريف الشيخ الدكتور محمد سيد طنطاوي, التبرع بالأعضاء أعظم صدقة جارية للمتوفى. وقال شيخ الأزهر: "إن الله جل وعلا أحل لنا التصرف فيما يمتلك, شريطة أن يكون ذلك التصرف من الفضائل". وأضاف أنه من كل النواحي الشرعية والدينية ما دام الإنسان يقصد بعمله وجه الله ومنفعة الآخر بطريقة لا تضره وتحافظ على كرامته بعد وفاته، فذلك جائز شرعا. متسائلا:"هل أقدم جسدي أو عضوا من أعضائي، إلا لأني أريد أن أوثر غيري". وأشار الدكتور طنطاوي إلى أن القرآن الكريم يمدح المؤمنين الصادقين من أهل المدينة في قوله تعالى: (والذين تبوأوا الدار والإيمان من قبلهم يحبون من هاجر إليهم ولا يجدون في صدورهم حاجة مما أوتوا ويؤثرون على أنفسهم). وشدد طنطاوي في المقابل على أن بيع الإنسان لجسده أو لأي جزء من أجزائه محرم وباطل شرعا، موضحا أن المقصود بذلك هو المتاجرة بالأعضاء, لأن جسد الإنسان ليس محلا للبيع والشراء. وحول مبادرته بإعلان تبرعه بجسده بعد الوفاة، قال: "بعد أن تفارق الروح الحياة، فإن مسألة الاعتداء على الجسد بعد الموت غير موجودة إطلاقا، وما دام ما أخذ مني بإذني بعد الموت يقصد به منفعة الآخر، فأنا أرى ذلك شيئا حلالا". وأوضح شيخ الأزهر أن أخذ الأعضاء من المتوفى، سواء كان ذلك بإرادته أو تم ذلك من غير إذنه, فهو صدقة جارية. وقال نقيب الأطباء المصريين الدكتور حمدي السيد- الذي شارك في البرنامج نفسه-: إن قانون نقل الأعضاء يتعرض للأعضاء مثل: الكلى والكبد والقلب والرئة، وأنسجة من الأعضاء مثل قرنية العين والجلد والعظام وصمامات القلب. وأشار إلى أن 70% من الأوروبيين يحملون معهم كارت تبرع، فيما يحمل 40% من الأمريكيين هذا الكارت أيضا. وأشار إلى أن هناك بعض الدول الأوروبية تأخذ برأي آخر، وهو أن الأساس هو التبرع والاستثناء هو عدم التبرع، موضحا أن مصر في مرحلة البداية, وهي السعي نحو نشر ثقافة التبرع بين المواطنين. ولفت النقيب إلى أن هناك نظامين في السعودية وإيران قائمين على أن الدولة تقدم للمتبرع أو لأسرته بعض التشفيع قد يكون على هيئة شهادة تقدير أو وسام أو إهداء سكن للأسرة أو مكافأة مادية، إنما هذه الوسائل ليست بيع وشراء، أما البائع للأعضاء فهو آثم، أما المشتري فينطبق عليه مبدأ المضطر. وأشار نقيب الأطباء إلى أن مجمع البحوث الإسلامية اعترف- لأول مرة- بأن تعطل وظائف الدماغ تعطلا كاملا يكون بحسب ما يقرر أهل الثقة من الأطباء المحددين بثلاثة من كبار الأساتذة: أحدهما أستاذ في أمراض المخ, والثاني أستاذ في أمراض القلب, والثالث أستاذ في التخدير، وبناء على علامات وإجراءات بحثية للتأكد من انقطاع الدم عن المخ، وتعطل الدماغ, وتبدأ خلايا المخ بالتحلل.. عندها نتأكد من الوفاة ويمكن بعدها نقل الأعضاء.