فتشت في معاجم اللغة، وفي الدواوين، أبحث عن لغة، وأدب، ومعانٍ، وألفاظ تناسب هذا النَّزِقْ، الصفيق بشار، فلم أجد ما يحيطُ، ويَليقُ به، حيث تجاوزَ بخِسّته، ودناءتِهِ الواقع، وغير الواقع، يمرُّ على التاريخ جلاّدون، وظالمون، نعدُّهم أشرافاً مع هذا النّجس، أقلُّ ذلك أنهم كانوا ظالمين، وجلّادين بطوعهم، واختيارهم، ومبادئهم. أمّا هذا المأفون الأبلهَ، فقد أتى بما لم تأتِ فيه الأوائل المارقون الذين ذهبوا إلى مزابل التاريخ. كل أولئك الطغاة كانوا أعلى كعباً منه، وأنبل وأشرفَ منه، مهما كانت علّاتهم. هذا الوخِمُ دابَّةُ إيران، ومطيَّة الروس، بليدٌ وأحمقٌ، نتاجُ حزبٍ خبيث؛ لديمومته يخون أمَّته، وشعبه، ووطنه، لا دين له، ولا عرف، ولا مبادئ. ليست الغايةُ لديه تُبرِّر الوسيلة فحسب بل الوسائل مهما تدانت خسَّة، ووضاعة، وحقارة، ومع ذلك حشفٌ وسوء كيْلَة. طفقت أفتّش عن صفات هذا المأزوم المأفون الغبي والذي تدثّر بعباءة الخزي، والعار، لأمدَحهُ، _ تبَّت يداه_ فجاءت هذه الأبيات التي تقصُر عن وصفه: فيمَ انتصرتَ وأنتَ الجبنُ والعارُ؟ فيمَ اعتليتَ وأنتَ الذّلُّ بشّارُ؟