قتل 19 متمرداً حوثياً واعتقل 25 آخرون خلال عملية (ضربة الرأس) التي نفذتها القوات اليمنية لتطهير مدينة صعده القديمة من أوكار الحوثيين الذين كانوا يحتلون منازل المواطنين بالمدينة. وقال مصدر عسكري إن العملية "حققت كامل أهدافها في القضاء على تلك الأوكار التخريبية لعصابات التمرد الحوثية"، مشيرةً إلى أن (ضربة الرأس) كانت "ساحقة لأوكار العصابات الحوثية التي كان يجري ملاحقة عناصرها من بيت إلى بيت، وفي أزقة المدينة القديمة، لائذين بالفرار بعد تكبيدهم خسائر فادحة في الأرواح والمعدات". وأكد المصدر مساء الإثنين 11 يناير 2010، ان القوات الأمنية والعسكرية دمّرت الأوكار الحوثية بشكل شبه كامل ولم يتبق منها سوى عدة جيوب يجري التعامل معها من قبل رجال الأمن المشاركين في عملية تمشيط المنازل المشبوهة والتي يحتمل لجوء العناصر التخريبية إليها".
وكان وكيل أول وزارة الداخلية اللواء محمد عبد الله القوسي قد أعلن الأحد 10 يناير تنفيذ الوحدات العسكرية والأمنية للمرحلة الأخيرة من عملية أطلق عليها (ضربة الرأس) لتطهير مدينة صعدة القديمة من "فئران التمرد الحوثية المتحصنة في منازل المواطنين داخل المدينة".
في غضون ذلك، قال وزير الخارجية الألماني جود فيتسر فيليه إن الرئيس علي عبد الله صالح أبلغه "أنهم يعرفون أين يحتجز الرهائن الألمان"، معبراً عن شكره وتقديره لجهود اليمن للإفراج عن المختطفين الألمان والبريطاني بسلام. وأوضح الوزير الألماني للصحفيين عقب لقائه الرئيس صالح، أن ألمانيا ستبذل جهودها مع دول الاتحاد الأوروبي لإنجاح مؤتمر لندن ودعم مقترح إنشاء صندوق أصدقاء اليمن لدعمه تنمويا وتعزيز قدراته في مجال مكافحة الإرهاب. وذكر أن سفارة ألمانيا بصنعاء تقوم بكل ما بوسعها لوضع حد "لهذه الحالة التي لا تحتمل" ولضمان الوصول إلى "نهاية سعيدة" لاختطاف الرهائن.
وكان نائب رئيس الوزراء اليمني لشؤون الدفاع والأمن رشاد العليمي قد أعلن الخميس الماضي أن لدى السلطات اليمنية "معلومات مؤكدة بأن المختطفين (زوجين ألمانيين وأطفالهما الثلاثة وبريطانياً) لا يزالون على قيد الحياة". وأشار إلى أن "المعلومات المتوافرة تؤكد أن هناك تنسيقا بين (المتمردين) الحوثيين و(القاعدة) في هذه العملية. وأشار إلى أن "الأشخاص البالغين (الزوجين الألمانيين والبريطاني) قد طلب منهم من قبل الحوثيين علاج جرحاهم في حربهم مع القوات اليمنية والسعودية، وأنه تم إختطافهم بالتنسيق بين المتمردين الحوثيين وعناصر من تنظيم القاعدة. والمخطوفون الستة جزء من مجموعة مكونة من 9 أشخاص، بينهم 7 ألمان وبريطاني وكورية جنوبية، كانوا قد خطفوا في يونيو / حزيران 2009، في محافظة صعدة، معقل المتمرد الحوثي.
إلى ذلك، اعتبر الداعية الإسلامي الشيخ عبد المجيد الزنداني، أن أي تدخل أمريكي مباشر في اليمن لمكافحة تنظيم القاعدة هو احتلال واستعمار. وقال الزنداني في مؤتمر صحافي مساء الإثنين 11 يناير: "نرفض الاحتلال العسكري لبلادنا ولا نقبل عودة الاستعمار مرة ثانية"، في إشارة إلى إمكانية تدخل واشنطن عسكريا لدعم جهود مكافحة تنظيم القاعدة. وأضاف الزنداني أن "الحشود العسكرية الأمريكية والأطلسية الموجودة على سواحلنا، بذريعة مكافحة القرصنة، لا تتناسب مع مطاردة القراصنة"، في اشارة منه للقوات الغربية المنتشرة في البحر الأحمر وخليج عدن. وكانت واشنطن قد طلبت قبل سنوات من الحكومة اليمنية وضع الشيخ الزنداني، الذي أسس ويرأس جامعة الإيمان، تحت المراقبة، ومنعه من ممارسة أي أنشطة أو تحركات، وتتهمه بتمويل الإرهاب وتنظيم القاعدة وبعلاقة خاصة مع زعيمه أسامة بن لادن. وأعلن الزنداني معارضته بشدة للمؤتمر الدولي حول اليمن الذي سيعقد بلندن في 28 يناير/ كانون الثاني الحالي، وقال إن الداعين للمؤتمر "يرون أن الحكومة اليمنية فاشلة"، ودعا "أبناء اليمن إلى أن ينتبهوا حكاما ومحكومين قبل أن تفرض عليهم الوصاية". ونفى الزنداني أي علاقة مباشرة له بأنور العولقي الذي تتهمه الولاياتالمتحدة بالارتباط مع منفذ الهجوم الفاشل على الطائرة الأمريكية يوم عيد الميلاد ومنفذ عملية قاعدة فورت هود الأمريكية في نوفمبر الماضي. وقال "لم أكن يوما أستاذا مباشرا لأنور العولقي، إذا قال شخص إنه يسمع محاضراتي أو يقرأ كتبي هل أكون مسئولا عنه؟" .. وجدّد الزنداني تمسكه بفتوى الجهاد ضد إسرائيل، وقال "ما دامت إسرائيل تحتل بلاد العرب وتقتل المسلمين، فمن واجبهم أن يدافعوا عن أنفسهم".