صنعاء - أ ف ب - أعلن مصدر عسكري يمني أمس أن 17 متمرداً حوثياً وثمانية جنود قُتلوا خلال معارك دارت أمس من أجل السيطرة على مدينة صعدة القديمة، معقل التمرد الحوثي الزيدي في شمال اليمن. وأفاد المصدر الذي طلب عدم كشف اسمه أن «معارك طاحنة دارت في مدينة صعدة القديمة»، مشيراً إلى أن «17 حوثياً وثمانية جنود قُتلوا». وذكر الحوثيون على موقعهم الإلكتروني أن الجيش اليمني «يدمر المدينة (صعدة) وينتقم من أبنائها في شكل جماعي، ويدعي بأنه يضرب خلايا نائمة منذ بداية الحرب». وأضافوا أن الجيش «يختلق لعدوانه مبررات بين الفينة والأخرى، ويقوم بعمل إجرامي كبير يستهدف مدينة تاريخية معروفة في البلد، ويستخدم الجرافات لتدمير المنازل والمساجد والمباني الأثرية في المدينة». أما موقع وزارة الدفاع اليمنية «26 سبتمبر.نت» فأعلن أن القوات اليمنية سيطرت على مدينة صعدة وهي تنفذ المرحلة الأخيرة من تطهير المدينة من خلايا المتمردين. وكان الجيش اليمني أطلق في 11 آب (اغسطس) الماضي عملية عسكرية ضد المتمردين الحوثيين في محافظة صعدة المتاخمة للسعودية. من جهة ثانية، أكد الشيخ اليمني عبدالمجيد الزنداني الذي تتهمه واشنطن بدعم «الإرهاب» رفض أي تدخل أميركي مباشر في اليمن لمكافحة «القاعدة»، ووصف مثل هذا التدخل بأنه «احتلال واستعمار». وقال الزنداني خلال مؤتمر صحافي: «نرفض الاحتلال العسكري لبلادنا ولا نقبل عودة الاستعمار مرة ثانية»، في إشارة الى احتمال تدخل واشنطن عسكرياً لدعم جهود مكافحة «القاعدة». واعتبر أن «الحشود العسكرية الأميركية والأطلسية الموجودة على سواحلنا (...) بذريعة مكافحة القرصنة (...) لا تتناسب مع مطاردة القراصنة»، في إشارة الى قوات مكافحة القرصنة في البحر الأحمر وخليج عدن. وذكر أن الصحافة الغربية أشارت إلى أن «هذه الأساطيل والحشود هي لحماية مصادر النفط». وأكد الزنداني معارضته في شدة المؤتمر الدولي حول اليمن المقرر عقده في لندن في 28 كانون الثاني (يناير) الجاري، وقال إن الداعين للمؤتمر «يرون أن الحكومة اليمنية فاشلة». ودعا «أبناء اليمن الى أن ينتبهوا حكاماً ومحكومين قبل أن تفرض عليهم الوصاية». ونفى الزنداني أي علاقة مباشرة له بالإمام اليمني أنور العولقي الذي قد يكون مرتبطاً بالهجوم الفاشل على الطائرة الأميركية يوم عيد الميلاد وبإطلاق النار في قاعدة «فورت هود» الأميركية في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي. وقال: «لم أكن يوماً أستاذاً مباشراً لأنور العولقي (...) إذا قال شخص إنه يسمع محاضراتي أو يقرأ كتبي، هل أكون مسؤولاً عنه؟». وأضاف: «فوجئت بأنه صعد الى الجبال». وجدد الزنداني أيضاً تمسكه بفتوى الجهاد ضد اسرائيل. وقال: «ما دامت اسرائيل تحتل بلاد العرب وتقتل المسلمين (...) من واجبهم أن يدافعوا عن أنفسهم». إلى ذلك، قام وزير الخارجية الألماني غيدو فسترفيلي بزيارة لم يعلن عنها مسبقاً الى اليمن حيث حصل على تطمينات في شأن مصير الرهائن الألمان الخمسة المخطوفين منذ ستة أشهر. يذكر أن هذه الزيارة هي الأولى لمسؤول غربي الى اليمن منذ تبني تنظيم «القاعدة في جزيرة العرب» محاولة التفجير الفاشلة التي تعرضت لها طائرة ركاب أميركية كانت متجهة من أمستردام الى الولاياتالمتحدة يوم عيد الميلاد في 25 كانون الأول (ديسمبر) الماضي. ووصل فسترفيلي الى صنعاء بعد زيارة إلى أبو ظبي في إطار جولة خليجية. والتقى في المطار فور وصوله نظيره اليمني أبو بكر القربي قبل أن يتوجه الى القصر الرئاسي حيث أجرى محادثات مع الرئيس اليمني علي عبدالله صالح. وذكر مصدر من وفد الوزير الألماني لوكالة «فرانس بريس» أن القرار بزيارة اليمن اتخذ في اللحظة الأخيرة بعد محادثات أجراها فسترفيلي في السعودية وقطر والإمارات. وأضاف أن الهدف من الزيارة هو الاطلاع على الوضع في هذا البلد على الأرض، مشيراً الى أن «عدم استقرار اليمن يهدد المنطقة بكاملها». الى ذلك، أكد وزير الخارجية الألماني في حديث مع الصحافيين أن الرئيس اليمني أبلغه خلال اجتماعه به «بأنهم يعرفون أين يُحتجز الرهائن الألمان». وأضاف الوزير الألماني أنه شكر الحكومة اليمنية «لجهودها من اجل الإفراج عن الرهائن». كما ذكر أن السفارة الألمانية في صنعاء تقوم بكل ما بوسعها لوضع حد «لهذه الحالة التي لا تحتمل» ولضمان الوصول الى «نهاية سعيدة» لاختطاف الرهائن. وكان نائب رئيس الوزراء اليمني لشؤون الدفاع والأمن رشاد العليمي اعلن الخميس الماضي أن لدى السلطات اليمنية «معلومات مؤكدة تفيد أن المخطوفين (زوجان ألمانيان وأطفالهما الثلاثة وبريطاني) ما زالوا على قيد الحياة».