يعد سوق واقف في الدوحة أحد معالم دولة قطر حيث يزيد عمر هذا السوق على 70 عاما ويرجع سبب تسميته إلى أن البائعين في هذا السوق كانوا يقفون على أطراف السوق لعرض بضاعتهم وبيعها للجمهور من أيام الثلاثينيات وفي السنوات الأخيرة جرى تجديد السوق مواكبة للعصر إلا أنه رغم ذلك ما زال يحتفظ بالماضي بكل ما فيه مما جعله مزارا للكثيرين فأعداد الزوار ترتفع في إجازة الأسبوع والأعياد خاصة مع استقطاب السوق لعدد من المطربين لإحياء الحفلات الغنائية وإقامة المهرجانات كما يحرص الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير قطر وحرمه على زيارة السوق والتمتع بأجوائه والالتقاء بزوار السوق وأصحاب المحلات كما يخصص لذوي الدخل المحدود من النساء مساحة بسعر رمزي لعرض منتجاتهم وبيعها في جانب من السوق . " عناوين " زارت السوق وجالت في جوانبه .. والتقت ببعض تجاره ورواده .. محمد الناجي من إدارة السوق تحدث ل " عناوين " عن السوق بقوله : يعرف السوق بتراث دولة قطر من حيث الطراز الذي بني عليه ، وقد جرى تجديده وزيادة محاله ، وعددها حاليا 1200 محل أغلبها يحوي محلات التراث من "البشوت" والأزياء النسائية القديمة وأدوات الزينة التي ترتبط بالتراث والسجاد إلى جانب عيادة للطب الشعبي وسوق للنساء كما إن هناك مركزا للشرطة يرتدي أعضاؤه الزي القديم ومركزا للاسعاف والطوارئ وفندقا صمم على أحدث طراز .. ويضيف الناجي : مؤخرا زادت عدد المطاعم الشعبية التي تلقى إقبالا كبيرا من الزوار داخل وخارج الدولة ..وعدد الزوار يرتفع في إجازة الأسبوع ويصل إلى 4 آلاف شخص من داخل قطر ومن زوار دول الخليج إضافة إلى الأجانب العاملين في الدولة والذين يحبون التعرف على تراث الدولة وأما في الأعياد فيصل عدد الزوار إلى 10 آلاف شخص يجوبون السوق من شرقه إلى غربه حاملين بأيديهم الكاميرات يلتقطون بها أجمل الصور .
أحمد كامل يعمل في أحد محال التراث بالسوق قال ل " عناوين " إن أجمل ما في السوق هو أنه يحاكي الماضي وهو ما يجذب الزوار إليه خاصة من الأجانب بمختلف الجنسيات مثل فرنسا وأمريكا والصين واليابان سواء من زوار الدولة أو من العاملين والمقيمين فيها والذين يحرصون على اقتناء هدايا لذويهم وأهلهم وأكثر ما يشدهم ما يعبر عن التراث من اكسسوارات وتحف وبخور .. وعن الأسعار يقول كامل : الأسعار حقيقة من متوسطة إلى مرتفعة وهذا يرجع إلى أن أغلب الصناعات من خارج الدولة مثل مصر والهند وسوريا وباكستان وليست إنتاجا محليا فتقريبا 3% من الصناعات بالسوق هي قطرية ويتعجب كامل من مفاصلة الأجانب في الأسعار ويقول عادة نخصم لهم 15 % وذلك تنشيطا للسياحة في الدولة .
.. مقيم من النرويج يعمل في إحدى الشركات بدولة قطر قال ل " عناوين " : أحب كثيرا التعرف على تاريخ البلد الذي أعمل فيه ويعتبر سوق واقف من الأماكن القريبة إلى نفسي كثيرا فالبناء الذي بني على أساسه جميل جدا يذكرنا بتاريخ هذه الدولة فأسبوعيا آتي إلى هنا وأتجول في السوق وأجلس في "الكوفي شوب" أعيش هذه الأجواء الساحرة وعندما أسافر إلى بلدي اشتري بعضا من مقتنيات تراث البلد للأهل وأعرفهم عن البلد من خلال الهدايا والصور التي التقطها وعن الأسعار قال مبتسما" : مرتفعة بعض الشيء لكنها تستحق ذلك فهي من التراث . من جانبه تحدث ل " عناوين " محمد من الجنسية العراقية يعمل في صنع العود والآلات الموسيقية منذ الصغر ويلقى محله إقبالا من هواة الموسيقى العرب والخليج إلإ أنه يشتكي من غلاء إيجار المحل الذي يصعب سداده في كثير من الأحيان فدخل المحل ومبيعاته لا يكفي للسداد .