تشهد محال الأجهزة الكهربائية والجوالات في المنطقة الغربية (جدة ومكة والمدينة المنورة) هذه الأيام إقبالاً كثيفاً من قبل الحجاج والزوار بنسبة تتراوح بين 70 و100%، مقارنة بالأيام العادية، بحسب عاملين في السوق، أكدوا أن الحجاج سيضخون حوالي مليار ريال في قطاعهم. وأكد عدد من الباعة في بعض محال الهواتف والجوالات والكاميرات أن بضاعتهم هي الأكثر طلباً من قبل الحجاج الذين يحرصون على شراء الأجهزة الصغيرة التي يستطيعون حملها، ولا تأخذ حيزا كبيراً وذات أوزان صغيرة، ويشترونها لاستخداماتهم الشخصية أو كهدايا لأقربائهم وأصدقائهم. وبينوا ل»الشرق» أن هذا العام شهد إقبالاً كبيراً غير مسبوق خصوصاً من المعتمرين الأجانب على شراء الهواتف النقالة الذكية خصوصاً مع انخفاض سعرها نسبياً مقارنة بأسعارها في بلادهم. وذكر رئيس لجنة تجار الأجهزة الكهربائية في غرفة جدة محمد صالح عفيف أن موسم حج هذا العام شهد إقبالاً غير متوقع من قبل عدد كبير من الزوار من المعتمرين والحجاج على حدٍ سواء، لمدينتي جدة ومكة وتحديداً جدة باعتبارها البوابة الأولى لوصول الحجاج والمحطة الأخيرة للمغادرة، مقدراً نسبة الزيادة في الإقبال والمبيعات خلال موسم العمرة في شهر رمضان بأكثر من 70%، وتصل 100% خلال موسم الحج.وأشار عفيف إلى أن إجمالي حجم الاستثمارات في السوق تخطت بنهاية النصف الأول من 2012 ستة مليارات ريال، وأن الحجاج يضخون سنوياً مليار ريال للسوق السعودي جراء شرائهم الأجهزة الكهربائية، مبيناً أن أهم العقبات التي تواجه التجار في هذا القطاع هو تأخر تخليص الحاويات من الميناء والجمارك في جدة، مما يؤدي لدفع غرامات بقاء البضائع داخل ميناء جدة الإسلامي، وبالتالي يؤدي إلى شح السلع في السوق ورفع الأسعار على المستهلك الذي يتحمل تبعات ذلك في نهاية المطاف. وأشار عفيف إلى عقبة أخرى، وهي دخول البضائع المقلّدة للأسواق مقدراً نسبة الأجهزة الكهربائية المقلّدة في السوق السعودي بأكثر من 50% من إجمالي المنتجات، مما يشكل تحدياً كبيراً أمام التاجر صاحب المنتجات الأصلية. وأرجع إقبال المستهلكين على تلك البضائع نظراً لرخص ثمنها، مطالباً جمعية حماية المستهلك بتفعيل دورها لنشر الوعي والثقافة لدى المستهلكين بخطورة شراء المنتجات الكهربائية المقلّدة التي تتسبب في أضرار لا تحمد عقباها. وأضاف: «زيادة أسعار إيجار المحلات والمستودعات يشكل عبئاً آخر على أصحابها، خصوصاً مع ارتفاعها خلال العامين الماضيين لأكثر من 70%، مشيراً إلى أن ارتفاع أسعار تأجير المحال التجارية المضطرد يؤثر على زيادة الأسعار، ويسبب ضجر المستهلكين، مما انعكس على فشل التجار بتوفير سلع بديلة بأسعار أقل وبنفس الجودة والضمان كما في السلع المعروفة، موضحاً أن أكثر الدول التي تستورد منها السعودية الأجهزة الكهربائية هي إندونيسيا، وماليزيا، والصين، وألمانيا، وهنجاريا، وبريطانيا.