منذ أن قام الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود طيب الله ثراه بتوحيد المملكة العربية السعودية, وهو يشرف بنفسه على أمور الحج. واستمر في ذلك (30) عاما متواصلة. وكان أثناء الحج يوجه بتلبية مطالب الحجيج. وكان الملك عبدالعزيز يحرص على تطوير خدمات الحجاج سنة بعد سنة. ومن هذه الأمور, إنشاء مدرسة لتعليم المطوفين كيفية التعامل مع الحجيج وتخصيص طبيب لكل مقر بعثة حج لمعاينة الاحتياجات الطبية للوفود. وإضافة إلى ذلك فقد كان يجتمع بالكثير من القادة والشخصيات الإسلامية للتباحث فيما فيه مصلحة للأمة الإسلامية. ويقابل الكثير من المواطنين يتلمس حاجياتهم. هذا عدا تطوير البنى التحتية لخدمة الحجيج. وفي نفس الوقت كان الملك عبدالعزيز يتصرف بطريقة تعكس تسامح الإسلام وأصول تطبيقه. بل إنه وفي سنوات عديدة عكس حرصه على مواطنيه عندما أعلن اعتذاره بعدم نيته لأداء فريضة الحج في العام 1360 هجرية ولم يقم بإخفاء سبب اعتذاره. بل ذكر وبكل شفافية الأسباب التي جعلته لا يؤدي الفريضة في تلك السنة. ففي برقية عكست اهتمامه وحرصه على رخاء شعبه بأن سبب اعتذاره هو حرصه على المحافظة على المال العام وتوفير بعض مصاريف الحج لكي تكون من نصيب المحتاجين من هذا البلد وكذلك تخصيص جزء من هذه الأموال لإعطائها المواطنين غير القادرين على الحج لكي يتمكنوا من إداء فريضتهم. وفي مناسبات مشابهة قام رحمه الله بإنابة أبنائه الملوك سعود وفيصل رحمهما الله لقيادة مواكب الحجيج والإشراف على راحتهم. وسار على نهجه أبناؤه. وفي عصرنا هذا نرى كل المسؤولين في الدولة وعلى رأسهم سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز والنائب الثاني صاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبدالعزيز وأمير منطقة مكةالمكرمة صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل بن عبدالعزيز يشرفون إشرافا مباشرا على سير الحج. لقد كان الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه مدرسة في التعامل مع شؤون الحج. فرغم ما مر به العالم الإسلامي من محن, إلا أن المملكة استطاعت الحفاظ على قدسية الحج. وبذلك استمر الحج أحد أهم الأوقات التي نرى فيها البلاد الإسلامية تقف صفا واحدا على تراب الأراضي المقدسة. فالكل يعلم بأن أهم اجتماعات تصالح بين دول من العالم الإسلامي كانت في مكة برعاية ملوك هذه المملكة التي نذرت نفسها لخدمة الإسلام والمسلمين. تويتر: @mulhim12