أفنت حياتها في بيع الفواكه والعصائر للحجاج بشكل سنوي.. إنها أسرة سعودية قضت 35 عاماً بمشعر منى كأيام عصيبة بين الكدح وتوفير لقمة العيش والبيع الحلال أمام مستشفى منى الوادي في أقصى مشعر منى، تقضي تلك الاسرة على رصيف القطاع الخامس وقتها طوال فترة الحج في بيع الفواكه والعصائر للحجاج تمكنت من اتقان عدد من اللغات على مدى 35 عاماً بفضل الاحتكاك بالحجاج من مختلف دول العالم. «حسبما حكى العم سعيد فهو محارب من قبل العمالة الوافدة التي تدير محال مخصصة ورسمية من قبل وزارة التجارة والجهات المختصة غير ان ارتفاع تكاليف الاجرة لهذه الاكشاك اجبره على المكوث والاستمرار بهذا المكان» "اليوم" التقت بالعم سعيد المولد من سكان محافظة الجموم شمال منطقة مكةالمكرمة الذي روى عن تفاصيل مؤلمة ومفرحة طوال سنوات الحج التي قضاها هنا، فيقول إن لديه من الابناء 12 ابنا وبنتا جميعهم في مراحل مختلفة من حياتهم ما عدا ابنة كبيرة هي الآن على وجه التقاعد كونها تعمل بالمجال الصحي بأحد المستشفيات، ومع ذلك رفض المكوث في البيت وظل يعمل في خدمة الحجاج. وحسبما حكى العم سعيد فهو محارب من قبل العمالة الوافدة التي تدير محال مخصصة ورسمية من قبل وزارة التجارة والجهات المختصة غير ان ارتفاع تكاليف الاجرة لهذه الاكشاك اجبره على المكوث والاستمرار بهذا المكان الذي يجده محوراً استراتجياً وذلك لمرور الحجيج من هذا المكان الى مشعر عرفات ومزدلفة والعودة بنفس الاتجاه. وعندما يجد مضايقات من قبل اجهزة المراقبة البلدية بالمشاعر يحاورهم بابتسامة لطيفة بأنه غير قادر على توفير مبلغ استئجار الاكشاك والتي تصل الى 30 الف ريال لبضعة ايام الا ان الحجيج اصبحوا يعرفونه جيداً ويعمدون الى التصوير معه رغم كبر سنه ويزورونه بشكل سنوي بهذا المكان كونه قد خلد ذكرى جميلة معهم في ممارسة البيع وتوفير اللقمة الحلال، وجوار العم سعيد زوجته التي تسانده في اعمال البيع والشراء وحفظ الفواكه في ثلاجة تم شراؤها من قبل وتشغيلها بواسطة مكينة كهربائية، ورغم ان العائلة سعودية الا انها تلتزم بالمعايير الصحية التي ليست ملزمة لها، فهي تجد هذه المعايير مهمة في تأدية مهامها وعدم ممارسة الغش على حجاج بيت الله الحرام.