انتشرت ظاهرة البيع على الأرصفة وعلى قارعة الطرق بالعاصمة المقدسة لتصل حتى ساحات الحرم المكي الشريف، في صراع ضار لجلب لقمة العيش، إذ قام عدد من الوافدين بنشر بضائع مختلفة الأنواع في أنحاء متفرقة حول الحرم الشريف وبالقرب من مداخله، مضيقين حركة السير على المارة والمعتمرين والزوار، ومنهم من جعل التسول طريقه، ناهيك عن الباعة من المواطنات والمواطنين الذين يعدون على الأصابع. “المدينة” قامت بجولة ميدانية حول ساحات الحرم المكي الشريف والتقت بعدد من هولاء الباعة.. تقول أم محمد ،مواطنة تبلغ من العمر 65 عاما، إنه لها خمس سنوات وهي تبيع بعضًا من المستلزمات البسيطة، وليس لديها دخل بعد الله سوى هذا العمل البسيط، لتسد به رمق الحياة بنقود يسيرة قد لا تتعدى العشرة ريالات في بعض الأحيان. وتضيف: رغم هذا إلا ان كثرة الوافدة حولنا هنا وهناك في كل مكان يسرق أرزاقنا ويشوه شكلنا ويضيق علينا أرزاقنا، بعد أن يضر موظفو البلدية على محاربتنا وطردنا من مواقع وقوفنا أو القبض على بضائعنا وإتلافها، مما يضطرنا للاستعداد الدائم على الهرب في أي وقت نرى فيه سيارة البلدية قادمة نحونا. وبينت خديجة محمد موسي 43 عاما لها بمقارب العامين تبيع السبح، وقالت إنها مرغمة على البيع في هذه الأماكن لتغطية حاجات أبنائها الخمسة بالمنزل المستأجر، وهي مطلقة ولا عائل لها. والتقت “المدينة” بمجموعة من المواطنات من البائعات هن: (بسيسة عيضة في العقد السادس من العمر، وعويضة عطالله وحمدة احمد)، يقفن في زاوية منحدرة لبيع بعض المستلزمات. وتقول بسيسة انها أجبرت على البيع لظروف خاصة رفضت الإفصاح عنها، وأخذت قليلا في صمت يعبر عن حزن شديد بداخلها، وقالت: نريد حلًا نحن المواطنات في إيجاد أكشاك بمبلغ رمزي لتجنب الكلام الجارح من قبل البلدية ومصادرة بضاعتنا والتي نشتريها بالدين. وتناولت أطراف الحديث زميلتها عويضة: نحن المواطنات أين نذهب مقابل هؤلاء الوافدين الذين هم بالمئات على الطرق ويحدثون لنا الكثير من المضايقات، ولولا لقمة العيش لما أجبرنا على الوقوف للبيع بهذه الصورة. فيما أوضح الشقيقان عبدالرحمن عبدالله وفيصل عبدالله، يقومان ببيع الفاكهة: نحن ليس لدينا دخل سوي هذا العمل، وإيجار حلقات الخضار سعرها فاق الخيال في ظل غلاء المعيشة، ونحن نطارد ليل نهار، ودائما نستعد للهروب أمام سيارات البلدية. من جانبه أكد مرقب البلدية رميح القارحي ل(المدينة)حول منطقة الحرم أنه وزملاءه يقومون بمراقبة هؤلاء الباعة المتجولين ورصد أماكن ترددهم وذلك لأنهم يحدثون إعاقة شديدة لحركة المارة ذهاباً وإيابًا للحرم، فنحن نعمل على افساح الطريق للمصلين والمعتمرين، بالإضافة الى أن هؤلاء المتجولين يعملون على تشويه المنظر العام، وبدورنا نحن لجنة القضاء على “الظواهر السلبية” نعمل يوميًا لمنع هذه الظاهرة.