يقال: ومن العشق ما قتل. سأتجاوز عشق الرجل للمرأة أو العكس وأتوقف عند عشق من نوع آخر هو حالة مرضية تحتاج للعلاج ولكن في الحالة التي سأتحدث عنها هو عشق يحتاج إلى البتر وهكذا يعمل الثوار وعملوا من قبل في الثورات العربية القريبة تونس ومصر والآن جاء دور اليمن وليبيا. هو عشق مجنون من طرف واحد عشق السلطة وكرسيها وسطوتها. هو عشق قاتل أودى بحياة الأبرياء لا حبا فيهم ولكن عشقا للسيطرة عليهم !! عندما قرأت البيتين التاليين سيطرت على ذهني هذه الفكرة في العشق المنحرف ، يقول الغوث التلمساني: كعصفورة في كف طفل يضمها *** تذوق سياق الموت والطفل يلعب. فلا الطفل ذو عقل يحن لما بها *** ولا الطير ذو ريش يطير فيذهب. أتساءل هل كل ماحدث في تلك البلاد يخبرنا أن أولئك الرجال لا يفقهون شيئا في الحياة والإنسان ؟ ألم يقرأوا التاريخ البشري وما فيه من عبر وعظات ألم يروا ماذا حدث في العهد القريب للطغاة هذه الصورة الشعرية الرائعة صورة منقولة من الواقع في حقيقتها فكثير من الأطفال خاضوا تجربة قتل عصفور من شدة فرحه به وكأنه لعبة بين أيديه، ولكن تطبيقها على الرؤساء يجعلنا نراهم في أبشع صورة فقد قتلوا الأوطان والناس في قبضة واحدة استمرت لسنوات طويلة كانت العصافير فيها ( الشعوب ) لا تدرك قوة ريشها فهي لم تستخدمه قط ولكنها فطنت إلى ذلك الريش الذي يمكنها من التخلص من ذلك العاشق المجنون ولكن عصرة الألم زادت عن حدها فما كان منها إلا أن تستجمع قواها لا لتطير بل لتدفع عنها ذلك المجنون . أتساءل هل كل ماحدث في تلك البلاد يخبرنا أن أولئك الرجال لا يفقهون شيئا في الحياة والإنسان ؟ ألم يقرأوا التاريخ البشري وما فيه من عبر وعظات ألم يروا ماذا حدث في العهد القريب للطغاة وهل كانوا بهذا الجهل الذي سول لهم ارتكاب تلك الجرائم دون أن يتوقعوا ثورة ثائر ما يصرخ فيتداعى له باقي المكبوتين، غريبة هذه الدروس التي تتلقاها الناس اليوم والأغرب أن أولئك المجانيين يرددون ألا لا يجهلن أحد علينا. فنجهل فوق جهل الجاهلينا. !!!! غريب أن نقول - رغم مرور قرون من الزمن تفصلنا عن العصر الجاهلي - ما أشبه الليلة بالبارحة عندما يكون الجهل هو سيد الموقف. [email protected]