من بعض أسباب اندفاع الناس إلى الاحتجاج و إقامة المظاهرات هو الجهل وعلى الجهل تعول جهات و مؤسسات و دول في تأثيرها على الأطراف التي تجرها إلى المظاهرات فتحشو أدمغتهم بما تريد عندما تجد النقطة الضعيفة التي تنطلق منها.. وقد قامت في العالم العربي و الإسلامي ثورات كثيرة على مدى التاريخ كان فيها الدين للأسف هو النقطة التي ينطلقون منها ليس للضعف في الدين نفسه بالتأكيد بل في قصور الناس في فهمه و استيعاب منهجه.. و آخر نقاط الاصطياد للجهلة كان في كل الحركات الإرهابية التي مرت شرورها على العالم بأسره ، و لعل آخرها كما نتمنى هو ما يحدث في البحرين في بعض أشكاله حيث كان الدين هو إحدى الزوايا التي اندس منها المحرضون، و إذا كانت أصابع الاتهام البحرينية تشير إلى الجمهورية الإيرانية، فإنه لا يصعب على أحد أن يدرك أن السبب ليس مذهبيا و لا اجتماعيا كما أوهموا من انقادوا لهم بل هو الرغبة العمياء و المجنونة في إعادة المجد الفارسي القديم الذي أكل عليه الدهر و شرب منذ أن بزغ فجر الإسلام، و لكن يبدو أن بعض الأمجاد لها آثار جانية على العقول فتصبح هاجسا ثم تتحول إلى خطط عملية لاستعادته بالقوة اعتمادا على جهل من تعمل بهم تلك الخطط.. ولكن المشكلة هو كيف تقنع عود الكبريت بأنه مجرد عود نشعله لحاجة ما للحظات ثم نتخلص منه؟! لا يصعب على أحد أن يدرك أن السبب ليس مذهبيا ولا اجتماعيا كما أوهموا من انقادوا لهم بل هو الرغبة العمياء والمجنونة في إعادة المجد الفارسي القديموهذا ما يجب أن يفهمه أولئك الشباب المغرر بهم تارة باسم الدين و تارة باسم الحاجات المادية و الاجتماعية، و هم يستجيبون من شدة الإغراء فتداعب خيالاتهم أحلام بالثروة و الإصلاح ويصدقون أن من استخدمهم سيلبي رغباتهم ويحقق أحلامهم و يغيب عنهم بأنهم مجرد أدوات أو ألعاب تشبه عرائس المسرح وسرعان ما يتخلصون منهم أو يبحثون عن بديل آخر، وتكون النتائج السيئة حين ذاك مضاعفة على تلك الأطراف التي استغلت فهم يخرجون من المولد بلا حمص فتتراكم هزائمهم وتتلخبط الصورة في أذهانهم و يتحولون إلى مجرمين باحتراف بعد أن كانوا مجرمين بالإغراء، لذا أتمنى من الجهات المسؤولة في مملكة البحرين أن تلتفت إلى أولئك الذين مارسوا الخطأ و ليس فقط الذين مهدوا له و يسروا و أن يكون الشباب الذين ظهروا على الشاشات يستعرضون عضلاتهم من ضمن الذين يحظون بحوار جاد و مصلح لعله ينظف العقول . [email protected]