لاشك ان وسائل الإعلام الجديد تفوقت كثيرا في نقل وتصوير ما لم تستطع تصويره ونقله الوسائل التقليدية وأمست مرجعا مهما لكثير من الناس الذين يتابعون الأخبار ويستقون من تلك المشاهد الإعلامية كثيرا من تصوراتهم وأفكارهم ومرئياتهم ووجهات نظرهم تجاه كثير من القضايا الراهنة في مختلف المجالات عامة وخصوصا الميدان السياسي وعلى الرغم من تفوق الإعلام الجديد في وسائله ووصوله إلى نقاط ومفاصل دقيقة لم يستطع الإعلام التقليدي من متابعتها وملاحقتها لقد تحول المتلقي إلى مرسل وتبدل المشاهد والمتابع إلى مقدم ومذيع في كثير من الأحيان .. كل ذلك يمنح الإعلام الجديد مكانة جديدة متفوقة على الوسائل الأخرى بل وتجعل تلك التأثيرات المشاهد ملاحقة ما يقدمه الإعلام الجديد في كل تفاصيله. ومع ما يحدث من أحداث في العالم متلاحقة وسريعة وضع تلك الوسائل الجديدة على محك التنافس وأحيانا التفوق على الوسائل القديمة بل إن كثيرا من الصور والمشاهد نقلتها تلك الوسائل الجديدة بطريقة أدهشت المتابع وتوقع أن ذلك عبر قناة عادية ومعتبرة. لقد صنع الإعلام الجديد الخبر بطريقة بسيطة وسهلة ومقبولة. إن واقع الحراك الإعلامي من خلال المضامين التي تقدمها تلك الوسائل هو واقع متغير ومتحرك ومؤثر بشدة. وقد شكلّ مفاهيم جديدة ومؤثرات حديثة تراوحت بين الفكرية والنفسية تستمد طاقتها من خلال ماتبثه تلك الوسائل. كم استغل البعض تلك الوسائل في تمرير رسائل جاهلية عبر صنع قصص إخبارية ملفقة، وكم تأثر الكثير واستمع وشاهد فكان الظلم أكثر من الحق في كثير الأحيان ولاشك أن كل وسيلة إعلامية تحتوي الحسن والسيئ، والغث والسمين ، وتتضمن كل متضاد ومترادف ومتشابه ومتناقض.. فالاعلام الجديد بوسائله لايخرج عن تلك المنظومة حيث ان ماقدمه من ايجابيات كان له خط متوازي من السلبيات فكما كان زيادة في نور المعرفة فهو إضافة في ظلام الجهل .. ومن يتعمق فيما يقدم من مشاهد وقصص وأخبار وأفكار وكتابات منوعة يعلم أن هناك أمورا شوهها الإعلام الجديد بل إن التلفيق والكذب ازداد رصيدهما واتسعت مساحاتهما فكان كل شخص يستطيع صنع قصص خاصة به فيأخذ الحقائق ويشوهها بسهولة وغيّر في الصور وعدل فيها، وعبث بالوقائع وبدلها .. فاتجهت منتجات الإعلام الجديد في حقيقتها إلى دعم الجهل وتشتيت الآراء وتغيير المبادئ والثوابت .. ختام القول: مانتلمسه ونقرأه في المواقع الإخبارية المختلفة يثبت ان هناك صراعا فكريا قويا يستغل أهله تلك الوسائل في إنتاج الأكاذيب والأقاويل والمشاهد غير الحقيقية .. فكم من صورة او مقطع فيديو تم التعليق عليه بغير ماصور له ، وكم استغل البعض تلك الوسائل في تمرير رسائل جاهلية عبر صنع قصص إخبارية ملفقة، وكم تأثر الكثير واستمع وشاهد فكان الظلم اكثر من الحق في كثير من الأحيان .. هنا كان الإعلام الجديد وجها جديدا للجهل ودعمه فعلينا التوقف بعمق وقراءة الحق بعيون الحق. [email protected]