اعتبر رئيس وزراء اسرائيل بنيامين نتانياهو أن اسرائيل تستطيع منع ايران من حيازة السلاح النووي، بل إنها لن تدعها تمتلكه ومستعدة للتحرك "بمفردها". وقال أمس من على منبر الأممالمتحدة : إن "اسرائيل لن تدع ايران تحصل على أسلحة نووية، اذا اضطرت اسرائيل للتحرك بمفردها فستتحرك بمفردها". وأضاف، مشيرا الى خطه الأحمر الذي رسمه العام الماضي من على نفس المنبر، ان "ايران لم تتجاوز بعد الخط الأحمر، لكنها مستعدة لتسريع وتيرة (أنشطتها) حين تشاء"، وأكد إن ايران نووية ستكون أخطر "خمسين مرة من كوريا الشمالية". وقال ايضا : "أود أن أصدق (الرئيس حسن) روحاني، لكنني لا أستطيع"، في اشارة الى سياسة الانفتاح التي تبناها الأخير. وشدد على ضرورة "ابقاء الضغط" والعقوبات على ايران للتأكد من "تفكيك كامل (للبرنامج النووي الايراني) وفي شكل يمكن التحقق منه". وتابع نتانياهو قائلا : "يجب عدم رفع العقوبات إلا بعدما تكون ايران قد فككت تماما برنامجها لتصنيع الاسلحة النووية". ورفض فكرة التوصل الى "اتفاق جزئي يرفع العقوبات الدولية مقابل تنازلات سطحية" من جانب طهران. وكان الايرانيون وافقوا الأسبوع الماضي على استئناف المفاوضات مع الغرب في منتصف أكتوبر في جنيف. وسارع دبلوماسي ايراني الى الرد على نتانياهو واصفا خطابه بانه "استفزازي للغاية وعدواني". وقال خوداداد سيفي مستشار البعثة الايرانية لدى الأممالمتحدة : "إن هدف كل النشاطات النووية الايرانية كان على الدوام سلميا فقط". ومازال التباين في وجهات النظر قائما بين الولاياتالمتحدة واسرائيل حول الملف النووي الايراني في ظل ملامح التقارب التي ظهرت في الايام الاخيرة بين واشنطنوطهران، رغم إصرار الرئيس الاميركي باراك أوباما ورئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو على إظهار وحدة موقف البلدين من هذا الملف، حسب محللين. وكان أوباما كرر التزامه بعدم الاستغناء عن "اي خيار ومن بينه الخيار العسكري" وهو أمر لم يذكره في خطابه الأسبوع الماضي أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة. وفي محاولة لطمأنة نتانياهو، قال أوباما الاثنين: إن بلاده تدخل المفاوضات مع ايران "بكثير من الحذر". وأكد النائب تساحي هنغبي المقرب من نتانياهو لاذاعة الجيش الاسرائيلي الثلاثاء ان "مقاربة الوضع من الاسرائيليين والاميركيين متشابهة فهم يعتقدون ان الكلام المعسول وعملية الابتسامات التي يقودها الرئيس الايراني الجديد قد تكون ايجابية، لكن (..) يجب ان تظهرها وقائع على الارض". ويرى المعلقون الاسرائيليون ان هذه المواقف الموحدة تظهر تقاربا في المصالح المشتركة بدلا من اختفاء الخلافات. وعلقت مراسلة القناة التلفزيونية الاسرائيلية الاولى الموجودة في الولاياتالمتحدة ان "أوباما أعطى نتانياهو ما يرغب فيه وهو : التزامه بعمل عسكري في حال اقتضى الأمر ونتانياهو أعطى أوباما وقتا لمحاولة التفاوض مع ايران". ووافقت ايران الاسبوع الماضي على استئناف المفاوضات حول برنامجها النووي والتقى كل من وزير الخارجية الاميركي جون كيري بنظيره الايراني، بينما أجرى أوباما مكالمة هاتفية تاريخية مع نظيره روحاني. ويقول المحللون: فيما يتعلق بالهدف الرئيس المتمثل في منع ايران من حيازة السلاح النووي والحفاظ على الخيار العسكري، فان اسرائيل والولاياتالمتحدة هما على نفس الموجة رغم التقارب مؤخرا بين طهرانوواشنطن. لكن - حسب مراسلة صحيفة يديعوت احرونوت في واشنطن - فان الخلافات حول التفاصيل خاصة فيما يتعلق بالعقوبات، مشيرة الى ان بعض المسلمات الاميركية "غير مقبولة بالنسبة لاسرائيل". وتذكر المراسلة بعض النقاط التي لا تضعها الولاياتالمتحدة كشروط لرفع العقوبات، وهي: الوقف الكامل لتخصيب اليورانيوم أو إغلاق المفاعلات النووية أو تحديد موعد لوقف البرنامج النووي الايراني ولا تستبعد خيار قيام ايران بانتاج طاقة نووية مدنية، بينما تطالب اسرائيل بالوقف التام للبرنامج. وكتبت صحيفة معاريف ان "احدى النقاط الرئيسة للاختلاف - التي ظهرت في الاجتماع - تتعلق بمطلب نتانياهو قيام ايران بوقف برنامجها النووي خلال المفاوضات تحت طائلة العقوبات المتزايدة وهي مواقف من غير المحتمل للغاية ان يقبلها أوباما.