اقترح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو محادثات متواصلة ومباشرة مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس حتى التوصل لاتفاق سلام، وعدم التركيز على تجميد الاستيطان. ودعا نتنياهو في تصريحات الفلسطينيين لتحويل تركيزهم عن موضوع الاستيطان والعمل بدلا من ذلك على القضايا الأوسع نطاقا اللازمة للتوصل إلى اتفاق سلام نهائي. عباس ونتنياهو في مفاوضات واشنطن وأعرب عن استعداده للجلوس مع عباس في محادثات متواصلة ومباشرة حتى انطلاق الدخان الأبيض، في إشارة إلى العرف في الفاتيكان لإعلان البابا الجديد، وقال : "إذا وافق أبو مازن على اقتراحي بمناقشة مباشرة لجميع القضايا الجوهرية، سنعرف بسرعة إذا ما كنا نستطيع التوصل لاتفاق". ولم يوضح نتنياهو تفاصيل أخرى، لكن يبدو أن اقتراحه مبني على فكرة أن كل القضايا العالقة ستوضع على الطاولة خلافا لمطالب السلطة الفلسطينية بتجميد الاستيطان والاتفاق العام بشأن الحدود قبل استئناف المفاوضات. ويأتي اقتراح نتنياهو استجابة لتجديد الرئيس عباس مطالبته بتجميد الاستيطان خلال جولته في البرازيل بأميركا الجنوبية نهاية الأسبوع، حيث قال : إذا تم ذلك "يمكننا التوصل إلى اتفاق ليس في ستة أشهر ، بل في غضون شهرين". وكانت البرازيل الأولى بين عدد من دول أميركا الجنوبية التي اعترفت في الأسابيع الأخيرة بدولة فلسطينية، وبعد ذلك حذت حذوها كل من الأرجنتين وأورغواي وبوليفيا والإكوادور، وذكرت تقارير أن تشيلي والمكسيك وبيرو ونيكاراغوا تدرس الاعتراف بها أيضا. وفي تعليقه على دعوة نتنياهو، اعتبر كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات أن عرض نتنياهو وصل إلى أكثر قليلا من مجرد "إعلان فارغ"، ودعاه لتوضيح رؤية للسلام، وتحديدا الالتزام بالانسحاب شبه الكامل من الضفة الغربية والقدس الشرقية. وقال عريقات : إنه خلال الأسابيع الثلاثة من المحادثات المباشرة في أيلول الماضي لم يقدم نتنياهو أي مقترحات تتعلق بالترتيبات المستقبلية بين إسرائيل وفلسطين، مؤكدا "لقد حان الوقت بالنسبة له لتقديم رؤيته للسلام ودولتين على أساس حدود 1967، مع التعديلات المتفق عليها". من جهته قال المفاوض الإسرائيلي السابق يوسي بيلين : إن بنيامين نتنياهو لا يملك خطة سلام، لذلك فإن "مثل هذه الدعوة (لإجراء محادثات دون توقف) جوفاء"، مشيرا إلى أن نتنياهو "بعيد جدا" عن مطالب القيادة الفلسطينية. وقال المدير العام السابق لوزارة الخارجية الإسرائيلية إيتان بنتسور : إن المحادثات المباشرة قد تعطي عملية التفاوض بداية جديدة، لكن من غير المرجح جسر جميع الخلافات العميقة في هذه المرحلة، لافتا إلى أنهم "سيواجهون قريبا جدا القضايا الجوهرية التي يتعين التغلب عليها".