أكد عدد من المشاركين في "مؤتمر الوحدة الوطنية" الذي تنظمه هذه الايام جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية في الرياض ان القصور في المناهج التعليمية العامة والجامعية يرجع لعدم ترسيخ مفهوم فكر الوحدة الوطنية، واشاروا الى أن وحدة الأمة تواجه مشكلات عدة منها التطور التكنولوجي الواسع في ظل التغيرات الدولية السريعة. وأكدوا خلال مناقشاتهم اليوم الثلاثاء أن نسبة كبيرة من القائمين على تعليم الطلاب والطالبات في جميع المراحل الدراسية غير مؤهلين لتعزيز مفهوم الوحدة الوطنية، وأوضحوا أن التعليم ينحصر على التلقين دون الشرح والتوضيح باستخدام أساليب التعليم والتثقيف المختلفة، وأن المنهج العلمي لا يحقق الوحدة الوطنية. وفي ذات السياق قال الدكتور عبدالرحمن الشاعر وكيل جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية: أن كتب التربية الوطنية لها 3 أبعاد منحصرة في البعد الديني والبعد الاجتماعي والبعد الدولي، مؤكدا انه لا يوجد أي نموذج مثالي لدراسة الوحدة الوطنية. وأضاف: "كل دولة لها محددات ومقاسات مختلفة ، غير أن هنالك معايير يمكن أن تقوم عليها دراسة . وذكر أن كتب التربية الوطنية تهدف إلى الوسطية ولكنها لم تبلغ درجة التشبع بالقيم والمفاهيم والحقائق، وأن هنالك مشكلات متعلقة بتدريس مادة التربية الوطنية، في ظل وجود عدد كبير من مدرسي المادة لم يفهموا مضمون وأهداف المقرر. وذكر الدكتور إبراهيم رزق، أن هناك دراسات تشير إلى قصور المواطنة لدى الأجيال الجديدة، مرجعا ذلك إلى عوامل تكنولوجية وتغيرات دولية سريعة وتطورات إعلامية، وأن العالم يشهد تطورات وتغيرات سريعة يجب إعداد الأفراد لمسايرتها ومؤكداً ضرورة نشر المواطنة بينهم. ونوه إلى ضرورة ربط دراسة التاريخ بالعناية في الأحداث المعاصرة، واستعرض أهمية إعطاء مدرسي التاريخ حرية فكرية يمكن من خلالها تقديم ما يعزز الوحدة الوطنية لدى الطلاب. وأوضح الدكتور خالد باجحزر أن دراسة أجراها بعنوان: "أثر المناهج التعليمية في دعم الوحدة الوطنية"، خلصت إلى عدم اقتصار المنهج بمفهومة الواسع على المعلومات بل على كل ما تقدمه المدرسة لتلاميذها، كما أن المنهج العلمي لا يحقق الوحدة الوطنية ولا يؤدي أثره إلا إذا توافرت له كل أركانه ومكوناته، مؤكداً الآثار المهمة للمنهج على البيئة وبناء المجتمع ثقافيا واجتماعيا واقتصاديا. وأكد أن للمنهج التعليمي أهمية في توحيد الأمة, مبيناً ضرورة توحيد المناهج العربية في المدارس لتحقيق الوحدة الشاملة في ظل تشابه ظروف الدول العربية، وشدد على أن توحيد المناهج الحديثة لا يعني بالضرورة تطابقها، بل يجب مراعاة الظروف البيئية الخاصة في المراحل الأولى مع الاشتراك فيما بينها في الأساليب العامة والفلسفات. واستعرضت الدكتورة لؤلؤة القويفلي تفعيل دور الأنشطة الطلابية لتعزيز الوحدة الوطنية ووقاية الشباب من التطرف والانحراف, مشيرةً إلى أن النشاط الطلابي بيئة خصبة لزرع قيم الوحدة الوطنية، وأن الوحدة الوطنية أصبحت كيانا واقعا لا يمكن إنكاره. وبينت أن وحدة الأمة تواجه مشكلات عدة منها التطور التكنولوجي الواسع والتغيرات الدولية السريعة، وخلصت نتائج البحث إلى أهمية الاهتمام بالمشرفين على الأنشطة الطلابية وإتاحة الفرصة لهم لتقديم أنشطة تعزز قيم المواطنة وتحفظ وحدة الوطن، مؤكدةً على ضرورة العمل على نشر المواطنة في الأنشطة الطلابية ورفع المستوى العلمي والمعرفي لمشرفي الأنشطة. من جانب آخر، بين الدكتور عبدالقادر الشيخلي أن الوحدة الوطنية أساس قوة الدولة ومنعتها، وأن الحرص عليها واجب كل مواطن، وأن المجتمع الإسلامي مجتمع قائم على التعاون والعدل، وأن التفاضل بين المسلمين يكون على التقوى. وأشار إلى أن للوحدة الوطنية مفهومان مترابطان هما المفهوم المادي ويعني وحدة الأرض "الإقليم" ويضاده الانفصال ووحدة الشعب، ومفادها الفرقة والتشرذم.