كان ميناء العقير أو كما يسميه البعض في الأحساء العجير بوابة الجزء الشرقي والوسط من شبه الجزيرة العربية إلى العالم الخارجي وصولا إلى الصين. ولا يفصله عن الأحساء بطريقة مباشرة إلا عشرات الكيلو مترات، ومنذ زمن بعيد وأهالي الأحساء يحلمون بإعادة الأمجاد لهذا الميناء الذي شهد الكثير من الأحداث التاريخية والاتفاقيات التجارية. وقبل عدة أيام أعلنت وسائل الإعلام في المملكة بأنه سيتم استكمال إجراءات تأسيس شركة تطوير العقير. من الممكن وخلال خمس سنوات أن تلتصق الأحساء بشاطيء الخليج لتكون بذلك المكان الوحيد في العالم الذي يكون تحت مسمى واحة زراعية ومنتجع بحري ومنطقة إنتاج للطاقة في آن واحد. وبالفعل تم توقيع عقد التأسيس بحضور الأمير سلطان بن سلمان رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار و الأمير سعود بن نايف أمير المنطقة الشرقية ورئيس مجلس التنمية السياحية في المنطقة وحضور العديد من المسؤولين في الدوائر الحكومية والشركات. ونظرا لحجم قيمة العقد الذي يبلغ حوالي ثلاثة بلايين ريال, فهذا يعني أن وجه الأحساء سيتغير بشكل كبير. فشاطىء العقير ليس ميناء فقط أو منفذا بحريا. فالعقير هو متحف يحكي تاريخا امتد على مدى مئات إن لم يكن آلاف السنين. فمع التمدد العمراني للأحساء وهذا النوع من المشاريع فإنه من الممكن وخلال خمس سنوات أن تلتصق الأحساء بشاطىء الخليج لتكون بذلك المكان الوحيد في العالم الذي يكون تحت مسمى واحة زراعية ومنتجع بحري ومنطقة إنتاج للطاقة في آن واحد. وفي خضم الإنشاءات العملاقة في هذا الميناء القديم يوجد بعض المباني التي تحكي تاريخا عريقا للمنطقة وتحاكي ما كان فيه من فن معماري جميل. وفي المستقبل القريب سيكون شاطىء العقير وجهة سياحية متكاملة وسيكون له مردود اقتصادي كبير سيساهم في إنعاش الحركة التجارية والاقتصادية خاصة عندما يتم طرح جزء من الشركة للاكتتاب العام. فهذا المشروع العملاق سيغطي مساحة تبلغ (100) مليون متر مربع بمسافة تبلغ (15) كيلو مترا على ساحل الخليج العربي، وهذا سيكون له مردود طيب على تطوير البنية التحتية لكل مرافق المنطقة. وأهم شيء في مشروع بهذا الحجم هو أنه سيوفر عشرات الآلاف من الوظائف للمواطن والمواطنة في مملكتنا الحبيبة. تويتر: @mulhim12