في فترة سابقة ازدهر فيها التدوين السعودي (المدونات) اطلقت المدونة المعروفة هديل الحضيف رحمها الله مبادرة للترويج للقراءة ونشر الكتب، كانت المبادرة عبارة عن فكرة عالمية لم يسبق لها أن وجدت في المملكة، الفكرة ببساطة تقوم على أن يترك كل واحد كتابا ما في مكان عام ويشير في صفحة الكتاب الى أن هذا الكتاب جزء من مبادرة لنشر القراءة والحث عليها، وعلى كل من يجد الكتاب إذا رغب في المشاركة بهذه المبادرة أن يقرأه ويتركه في مكان عام ليحصل عليه غيره وهكذا لتستمر سلسلة المعرفة. مع وجود هذا العدد الكبير من محبي القراءة والساعين لنشر المعرفة إلا أن الاحصائيات التي تدل على واقع القراءة في العالم العربي هي احصائيات مؤلمة، اطلعت على احصائية منسوبة لمؤسسة الفكر العربي في مطلع العام الماضي تذكر أن معدل قراءة الفرد في العالم العربي في السنة هو 6 دقائق فقط ! كان التفاعل لافتاً مع تلك الحملة، وقطعاً لم تكن المبادرة الأولى ولا الأخيرة، فوجدت العديد من المبادرات الشبابية الداعية إلى تشجيع القراءة من تأسيس لفرق القراءة ومن اقامة لمؤتمرات وندوات مصغرة للاحتفاء بالكتب، واطلعت على العديد من جلسات القراءة الجماعية التي ينظمها المتطوعون وتشهد تفاعلاً وحضوراً جميلاً. مع وجود هذا العدد الكبير من محبي القراءة والساعين لنشر المعرفة إلا أن الاحصائيات التي تدل على واقع القراءة في العالم العربي هي احصائيات مؤلمة، اطلعت على احصائية منسوبة لمؤسسة الفكر العربي في مطلع العام الماضي تذكر أن معدل قراءة الفرد في العالم العربي في السنة هو 6 دقائق فقط ! وفي احصائيات أخرى يدل فيها واقع النشر بالعالم العربي على واقع مخيف بضعف القراءة فما تنتجه الدول العربية من كتب يبلغ 1.1% فقط من معدّل الإنتاج العالمي للكتاب، ووفقا لدراسات التنمية الصادرة عن مؤسسة الفكر العربي يصدر كتاب لكل 500 مواطن إنجليزي، وكتاب لكل 900 مواطن ألماني. ويقدّر ما يصدر في الوطن العربي من كتب جديدة ب 5000 كتاب، مقارنة بما يصدر في أمريكا حيث ينتج ما يزيد على 290 ألف كتاب جديد سنوياً، وأشارت دراسات أخرى إلى أن عدد الكتب المؤلفة سنويًا للطفل العربي لا تزيد على 400 كتاب، بينما هناك 13260 كتابًا في السنة للطفل الأمريكي و3837 كتابًا للطفل البريطاني و2118 كتابًا للطفل الفرنسي، 1458 كتابًا للطفل الروسي. أمام كل هذه الأرقام والاحصائيات تبرز هذه الأيام مبادرة ضخمة جميلة لتشجيع النشء على القراءة اطلقتها شركة أرامكو السعودية، تدعونا لتشجيعها ودعمها فالجمال في هذه المبادرة يأتي من عدة نواحٍ أهمها في تصدي أرامكو ممثلة بذراعها الثقافية مركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي لمثل هذه القضية، وثانيها تفاؤلنا بدور فاعل سيقوم به المركز في قابل الأيام لصناعة واقع ثقافي حيوي في المنطقة. إن جيل الفتيان الذي لم يتعود على القراءة بسبب انشغاله بالملهيات من ألعاب إلكترونية وانترنت أو لعدم ادراكه أهميتها أو كرهه للقراءة لاعتقاده بأن قراءة الكتاب تعيده لمقاعد الدراسة وبأن القراءة لا تختلف عن قراءة كتب المناهج الدراسية، بحاجة إلى من يعيد تشكيل ذهنه ليجعله يتقبل الكتاب كصديق مسل، وإلى من يزرع في نفسه عشق التعلم والمعرفة، فتصبح مجالسة الكتاب جزءا لا يتجزء من جدول يومه، إن جيل الفتيان والشباب بحاجة إلى الوعي بأهمية القراءة كأداة ضرورية لتشكيل شخصياتهم بصورة إيجابية ولتطوير قدراتهم وصناعة مستقبلهم بشكل أفضل، إننا نأمل بجيل قادم يعشق المعرفة ويحتفي بالكتاب ويعتني به. تويتر: @mashi9a7