ونحن هذه الايام نحتفل بمعرض الرياض الدولي للكتاب الذي يحفل باحتضان أكثر من 700 دار نشر، وما يزيد على 300 ألف عنوان، فقد استعرضت مع صديق بعض أسباب عزوف أطفالنا وشبابنا عن القراءة، وتذكرت جيل الآباء والأجداد، وكيف كانوا يهوون القراءة ويحبون استثمار أوقات فراغهم في مطالعة كل ما يقع عليه نظرهم، على ندرة الحصول على الكتب آنذاك، حتى أن بعضهم كان يقرأ الكتاب أكثر من مرة، إلا أنهم كانوا يجدون متعة في صحبة (الكتب)، وقد نقل إليّ كثير من ذاك الجيل ومن ضمنهم سيدي الوالد كيف كان ولعهم بالكتب والمجلات التي كانت تصلهم بواسطة البريد، وقد تصلهم متأخرة لكنها كانت تروي عطشهم للمعرفة، حينما تصلهم، مثل بعض المجلات المصرية، كمجلة المصور، وروز اليوسف، والهلال، وكتابي، إلى جانب قراءاتهم لكتب الأدب العربي، ودواوين الشعر، وكتب التاريخ، إلى جانب ما كان يصلهم من صحف محلية في ذاك الوقت بعد نشأتها وأمام ما كان بين جيل أحبّ القراءة وجيل لا يقرأ إلا بمعدل 6 دقائق. فقد قرأت آخر الإحصائيات المهتمة بموضوع القراءة، إن معدل قراءة الطفل العربي للكتاب غير المدرسي حتى سن الثامنة عشرة يقتصر على ست دقائق سنوياً، كما أوضحت دراسة صادرة عن منظمة الأممالمتحدة للتربية والعلم والثقافة "يونسكو". وهذه الدراسة تدل على أن الأجيال العربية تتوارث عزوفهم عن القراءة، لهذا أتذكر أنني كنت دوما أفكر كيف لنا أن نشجع أبناءنا في المنازل، وطلابنا في المدارس على القراءة، وكنت في إطار عملي في الإشراف التربوي، أثناء زيارات المدارس، استحث مديري المدارس والمعلمين، على تنفيذ مسابقات بين الطلاب، مسابقات ثقافية، وعقد برامج حلقات نقاش، يتم من خلالها قراءة في كتاب ما، ثم يدير المعلم نقاشا حول تفاصيله، أو قراءة المعلم لقصص على مسامع طلابه فهم يحبون أن يقرأ لهم، وكل ذلك يكون ضمن خطط النشاط المدرسي، أو تنفذ لهم زيارات مستمرة للمكتبة المدرسية، وتنفذ لهم زيارات لمعارض الكتاب، ويكون لدى المدرسة تصميم لإحياء دور المكتبة المدرسية التي خبأ دورها في الأخير، بعد أن ركنت في زاوية من زوايا مركز المصادر، واستثمار حصص التعبير في قراءة القصص والكتب، وتدريب الطلاب على كيفية تلخيص ما يقرأ، والتنويع في مسألة هدايا المدرسة، فيتحول الكتاب إلى هدية من ضمن الهدايا التي تهدى للطلاب أثناء تفوقهم، وهو أفضل لدي من هدايا المعلم طلابه الحلوى وما تهديهم المدرسة من دروع، فتهديهم مثلا، مجموعة كتب، أو اشتراكات في القصص أو مجلات الأطفال ولعل المعرض الدولي للكتاب أن يؤدي هدفا من أهدافه وهو نشر ثقافة القراءة والمطالعة وأن تنظم زيارات طلابية إليه وأن يكون ما يعرض فيه من كتب ومؤلفات ليست مبالغة في أسعارها.