يتناقل الناس صوراً لبعض الأطفال وهم يبكون في المسجد أو في البيت فتجده يرفع يديه بالدعاء وينتحب. من ينقلونها يفرحون بها ويتأثرون ويفسرونها على أنها لحظة من لحظات خشية الله وما أراه أن هذه الصورة تعكس عدة أمور خاطئة يرتكبها الكبار في حق الصغار. ومنها: إن أولئك الصغار لم يذنبوا بل إن بعضهم لم يصل سن التكليف بعد ، ولكنه يبكي وينتحب كشخص بالغ عاقل يعي حجم الذنوب التي ارتكبها ويرجو رحمة الله فيبكي في حالة توسل ورجاء وتوبة ، ثم إن ذلك الطفل الباكي الذي تروج صوره يعيش حالة مختلفة تماماً فهو يبكي إما تقليداً أو تأثراً ممن هم حوله إذا كان في مسجد ما فإذا كان مجرد تقليد أو تأثر وطالما أن البداية في البيت والبقية في المدرسة فليتنا نتعلم نحن الكبار كيف نعلم صغارنا حب الله ونتلمس محبته لنا قبل أن نتتبع مواطن غضبه منا الذي أكد لنا أنه زائل برحمته ثم باقبالنا عليه. فالأمر هين إذا كان تقليداً غير واع ولكن ماذا لو كان وقع في قلب الطفل وعقله أنه يجب أن يبكي ويبكي كما يفعل الكبار لأنه فهم بطريقة ما أن الله شديد العقاب وأن عذاب القبر ينتظره وعذاب جهنم يعد خصيصاً له فتختلط الأمور الحق بالباطل والوعي باللاوعي فتصبح الحياة بالنسبة له معبراً يقضيه في البكاء وطلب المغفرة خوفاً فقط وممن؟! من رب رحيم غفور غفار قال لنا في كتابه الكريم (وابتغ فيما آتاك الله الدار الآخرة ولا تنس نصيبك من الدنيا وأحسن كما أحسن الله إليك ولا تبغ الفساد في الأرض إن الله لا يحب المفسدين) فلماذا نزرع في عقول الصغار هذا الرعب من إله هو أرأف بهم من أمهاتهم. فتختلط عندهم الأمور وتضطرب نظرتهم للحياة والعمل بها ، بل تضطرب شخصياتهم فلربما تولدت لديهم المراءاة أو القسوة على الذات والغير لأنهم نشأوا على الخوف من الله وليس على عظم محبته لهم ورحمته بهم التي تصل لدرجة الفرحة منه عز وجل بكل مخطئ يتوب ولم يعرفوا معنى أن يحبوا الله ويعملوا لمرضاته قبل أن يخافوا منه ولم يتعلموا أن حبهم له هو سبيل الفوز في الدنيا والآخرة.. وطالما ان البداية في البيت والبقية في المدرسة فليتنا نتعلم نحن الكبار كيف نعلم صغارنا حب الله ونتلمس محبته لنا قبل أن نتتبع مواطن غضبه منا الذي أكد لنا أنه زائل برحمته ثم باقبالنا عليه. Twitter: @amalaltoaimi