يرى البعض أن نجاح الأمسيات الشعرية يعتمد على الشاعر ونوعية الجمهور ونوع الطرح في تلك الأمسية في الوقت الذي يتجاهلون فيه الجندي المجهول “الغائب الحاضر في عيون المنظمين” وهو مقدم الأمسية الشعرية والذي يعوّل عليه نجاح الأمسية بنسبة كبيرة. حيث يمتلك العريف زمام الأمور حيث اعتبره كالربان في المركب والقائد الأول للأمسية لأنه يعرف متى يبدأ ومتى يختم ومتى يتداخل مع الجمهور، بل ويستطيع قراءة وجوه الجماهير ومدى تفاعلهم وفي أي وقت يطلب من الشاعر شلة إنشادية أو مداخلة بسؤال أو طلب معين. بعض المنظمين لا يحسن اختيار مقدم الأمسية فتجده يهتم بمدى شاعرية الشاعر ومدى حضوره المسرحي ومدى تقبل الجمهور له ويشوه ذلك الجهد بتناسيه معايير اختيار عريف الأمسية. طبعا لا أعمم ذلك على جميع مقدمي الأمسيات فالملكات تختلف من شخص إلى آخر والموهبة تختلف من موهوب إلى موهوب فمنهم من يقرأ بورقة ومنهم من يرتجل ومنهم من تجد بينه وبين المايكروفون تناغما عجيبا وانسجاما تاما بل ومنهم من تتمنى “سكوته”، ولكن الأهم أن هناك عتب محب لمنظمي بعض الأمسيات وهو حين يتم ختم الأمسية ويتم تكريم الشعراء أمام الملأ بالدروع والصور الجماعية والمكافآت المادية بينما يتم تجاهل عريف الأمسية وكأنه غير موجود رغم انه الرجل الأول والذي اعتبره ومن وجهة نظري لا يقل موهبة عن الشعراء، فحاله كحالهم في التكريم والحفاوة. كذلك نلاحظ أن بعض المنظمين لا يحسن اختيار مقدم الأمسية فتجده يهتم بمدى شاعرية الشاعر ومدى حضوره المسرحي ومدى تقبل الجمهور له ويشوه ذلك الجهد بتناسيه معايير اختيار عريف الأمسية بالشكل والجودة التي تم بها اختيار الشاعر بل ان بعض الشعراء يتضايق من وجود مقدم لا يحسن التقديم فيخلق نوعا من الخوف في نفوسهم من فشل الأمسية وكم لمسنا ذلك فعلا في محافل كثيرة. على النقيض نجد هناك مقدماً ينافس الشعراء في الحضور والإبداع بل ويجعل من الأمسية قصة لا يتمنى مشاهدها أن تنتهي.